|

بين المراسم والرسالة… المملكة تقدم درسًا جديدًا في الهيبة القيادية

الكاتب : الحدث 2025-11-19 10:08:55

بقلم ــ فاطمة آل مبارك 

استقبال مهيب في واشنطن: حين تعكس اللحظة هيبة المملكة ورؤية قائدها في حدث يتجاوز دلالاته حدود السياسة.

لا أكتب عن الاستقبال المهيب الذي حظي به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في واشنطن والمتداول في وسائل الإعلام فحسب، بل عن كونه حدث تاريخي يؤكدللعالم القوة والهيبة التي تمثلها المملكة منذ تأسيسها، ويجسد دورها كلاعب رئيسي في ميزان السياسة الدولية، حضور يذكر الجميع بأن المملكة قلب نابض للأمة العربية والإسلامية، ورمز للريادة والاعتدال على الساحة العالمية.

منذ اللحظة الأولى لوصول سموه إلى البيت الأبيض، بدا المشهد أكبر من مجرد مراسم دولة. حرس الشرف، الخيالة، المدفعية، وتحليق المقاتلات في سماء العاصمة الأمريكية، كلها تفاصيل تشكل اعتراف دولي بمكانة المملكة، وإشارة واضحة إلى أن السعودية محور أساسي في استقرار المنطقة، وتحديد مسارات السياسة الدولية.
لقطات وصور تجلت فيها المملكة كما يحلم بها أبناؤها دولة تمشي بثقة على المسرح العالمي، تبني حضورها بثبات الرؤية وعمق الرسالة، إنه الفخر الذي يعلو صدور العرب والمسلمين حضور عربي إسلامي يعزز في الأمة يقينها، ويؤكد للعالم أن المملكة قوة مؤثرة في المشهد الدولي.

وأنا أكتب، لا أنفصل عن احساس ظل يرافقني طوال متابعة الحديث المباشر بين ترمب وبين محمد بن سلمان أن هذه اللحظة ليست لنا وحدنا، بل للأمة كلها، للوجدان العربي والإسلامي الذي وجد في زيارة واحدة ما يفوق دلالات السياسة صورة أمة تستطيع أن تقف بثبات أمام العالم، وأن تقدم قائد يجمع بين الرؤية والهيبة ،فالقيادة كما تعلمنا هذه اللحظة هي القدرة على ابتكار معنى جديد للقوة ،قوة تبنى على الثقة لا على الضجيج وعلى الإنجاز لا على الادعاء وعلى رؤية تتسع لمستقبل الأمة لا لحدود الوطن وحده. وهذا ما تجلى بوضوح في واشنطن احترام عالمي لرجل أبهر العالم ،وعرفهم بمعايير وأصالة الرجل العربي المسلم. جعل المملكة ركيزةأساسية في التوازن الدولي ،وما من عربي أو مسلم تابع تلك اللحظات إلا شعر بأن هيبة الاستقبال تمثل هيبة الأمة، وأن حضور ولي العهد ليس حضور فرد، بل حضور مشروع يحمل معه طموحات الشعوب وكرامتها.

صفوة القول، إنها زيارة تتجاوز حدود الحدث لتصبح نقطة ضوء في ذاكرة المستقبل  تعيد تشكيل لغة الفخر، وتمنح الأجيال القادمة درس في القيادة، وتؤكد للعالم أن المملكة، برؤيتها وقيادتها، ليست مجرد دولة تمضي في الزمن، بل قوة مؤثرة على المسرح الدولي، تصنع بها القرارات وتشكل بها مسارات المستقبل، زيارةتخلد في التاريخ. فحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأدم علينا أمن هذا الوطن وعزه بقيادته الحكيمة. آمين.