لقد ظنوا سكوت البدو جبنًا
بقلم ـ محمد آل درمة
يقولون السعوديون بدو، نعم نعم نحن بدو ونفخر ونفاخر ببداوتنا، نعشق الصحراء والأبل والخيام وكل ماضينا وتراثنا ولا نخجل منها بل نفخر بها، ويكفي الأبل ويكفينا فخرًا أن الله سبحانه وتعالى ضرب بالإبل مثالًا على عظمة خلقه، يقول تعالى: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت"، ونعتز أيضًا في المملكة ولاة أمر وحكومة ومواطنين بخدمة الحرمين الشريفين وزوار مكة المكرمة والمدينة المنورة من حجاج ومعتمرين وزائرين ونحتسب أجر ذلك عند الله عزَّ وجلَّ، وذلك يعكس مزيجًا من الأصالة والتقاليد العريقة، والقدرة على التكيف مع الحداثة والتقدم، نفخر بالجذور التاريخية ونعترف بالتطور في الحياة المعاصرة، وننتقل من الحياة البدوية التقليدية الراقية إلى بناء دولة حديثة متقدمة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
منحطون ساقطون حاقدون يتطاولون على السعودية افتراءً وكذبًا، يصغرون ويتلاشون والمملكة تسمو وتعلو، يكذبون بكل صدق يخادعون بكل أمانة ينافقون بكل جدارة يزوّرون بكل تفاني يخونون بكل إخلاص، من إخوان وأمصار وأشباه رجال، يظنون أنهم أذكياء وهم في الحقيقة حقراء أغبياء، تجدهم بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، "هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون"، ومهما هاجم الحاقدين المبتلين بالحقد والغيرة نجاحات وتطور السعودية العظمى، سنقف دومًا مدافعين عن بلادنا بأرواحنا ودمائنا وأولادنا عن كل شبر، وسنرد بأقلامنا على كل كلمة ساقطة من كل ساقط يقولها أو يكتبها، هذه بلاد الحرمين الشريفين هذه أرض محمد ﷺ وصحابته رضي الله عنهم أجمعين وأرض أجدادنا وأبائنا، وعندما يرتفع أزيز الذباب فلا تبالغ بردة فعلك، فإن أقرب مبيد حشري يقوم باللازم، السعوديون أصحاب الهمم العالية لا يلتفتون للمرتزقة ولا يحنون رؤوسهم للأقزام ولا يرونهم أصلًا، وإذا لم نرد عليهم لا يعني أن لا ردًا لنا، ولكن يعني أننا لا نشغل أنفسنا بالمرضى، وأن ليس لدينا وقت لنضيعه على المتردية والنطيحة، يقول تعالى: "إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا"، وقال ﷺ: "إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله منهم".
الملك فيصل -رحمه الله - في خطابٍ له في المنطقة الشرقية عام ١٣٩٤هـ قال: "لقد ظنوا سكوتنا جبنًا، ولقد اعتقدوا أننا لسنا أهلًا للدفاع، ولكن فاتهم أيها الإخوان أنكم أبناء هذه البلاد من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها، لم تكونوا في يوم من الأيام في التاريخ مقرًا ولا ممرًا للاستعمار ولا للحكم الأجنبي، لقد عشتم أحرارًا في وطنكم منذ عرف التاريخ، ولقد حاول الأجانب أن يستقروا في هذه البلاد، ولكن كان لهم الشعب بالمرصاد، إننا لا ندعي الحرية بالكلام، ولا ندعي الديمقراطية بالشعارات ولا ندعي الاستقلال بالمظاهر ولكننا أحرار مستقلون ديمقراطيون في ظل راية محمد ﷺ".
أمثلة عربية وأبيات شعر شائعة يتذكرها دومًا أهل السعودية جميعًا حكام وشعب، لا يردون بها على أحد، ولا يكترثون بالسب والشتم، فليس لديهم وقت لإضاعته على مرضى نفسيين بالحقد والغيرة، والأمثلة والشعر كثيرة منها: ماضرَّ السحاب نبح الكلاب، وما ضرَّ البحر أن ألقى فيه غلامٌ بحجر، والقافلة تسير والكلاب تنبح، ولو كل كلب عوى ألقمته حجرًا لأصبح الصخر مثقالًا بدينار، وينطبق هذا البيت أعزكم الله على بعضٍ من البشر لا يبذلون لا يفكرون لا يبحثون لا يكتبون لا يبادرون ولا يكتبون عن بلادهم وعن نجاحاتهم وتطورهم، فقط يتشائمون يجادلون وينتقدون غيرهم، يصنفون ويقصون ويحسدون الآخرين! لا تبذلوا أي مجهود في إقناع إنسان كائنًا من كان بحب السعودية، فإذا كان مؤمنًا يعرف التوحيد والسنة فسوف يحبها من تلقاءِ نفسه، بلاد الحرمين الشريفين يحبها كل موحد مؤمن ويبغضها كل منافق خائن، خلاف أن المملكة وأهلها ليسوا في حاجة لحب أحد ولا ينقص منهما كره أحد، فبذاءة اللسان وفحش القول ووقاحة الكلام وسفاهة العقل وسفالة الفكر وقباحة الأخلاق وخلاعة التربية، جميعها لم تجتمع كما اجتمعت في صنفين من البشر: الحاقدون باختلاف جنسياتهم، وخوارج العصر كلاب أهل النار من يطلقون على أنفسهم معارضة، يعارضون بلاد العقيدة والتوحيد خدام الحرمين الشريفين من بلاد الكفر والفجور والفساد والانحلال الأخلاقي، الرؤية تمضي بنجاح والحمير ستظل تنهق، تذكرت المثل الروسي القائل: عندما تنهق الحمير فاعلفها تبن.
وللعلم والإحاطة للجميع سياسة المملكة اليوم في الدعم المالي للدول ليس كما كان في الماضي، وقد اُختزل في جهتين فقط، الأولى: مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وأنُشيء لتقديم المساعدات والهبات المجانية للمحتاجين والمنكوبين من دول وبشر في شتى أنحاء العالم، يقول تعالى: "إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا"، والثانية: صندوق الاستثمارات العامة ويعمل في مشاريع استثمارية ضخمة طويلة الأجل في أقصى الأرض وأدناها، تعود بالنفع على السعودية وشعبها أولًا والدول المستثمر فيها ثانيًا.
عندما نمتدح بلادنا ونحب ولاة أمرنا، يقول عنا الخوارج والحاقدين أننا مطبلين، ألا تستحق بلادنا وولاة أمرنا المدح والثناء، وهذا ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في قمة التواضع والصدق يفتخر ويفاخر بالمواطن السعودي على الملأ ومن على رؤوس الأشهاد، حين يقول: "همة الشعب السعودي مثل جبل طويق لن تنكسر حتى يتساوى هذا الجبل مع الأرض"، خبتم وخاب مسعاكم، قال الإمام البربهاري -رحمه الله- : "وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب سنة"، وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله- : "لو كان لي دعوة مستجابة لصرفتها للإمام، لأن بصلاحه تصلح الرعية"، هذا ما يجب تربية وتعليم أبنائنا عليه، حتى لا نلحق بدول حولنا وحولينا، خرجوا على ولاة أمرهم فخرجوا من الحياة الكريمة، حفظ الله ولاة أمرنا الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وسدد خطاهم ونفع بهم السعودية العظمى والمواطن، واللهم احفظ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اللهم كن له عونًا ونصيرًا ووفقه وانصره وسدد خطاه، محمد بن سلمان نحبه ويحبنا، واحفظ يالله بلادنا أرضًا وحكومةً وشعبًا، حفظ الله المملكة العربية السعودية بلاد التوحيد والسنة بلاد الحرمين الشريفين.