بقلم ـ  محمد العتيق  

أسدل الستار يوم الأحد الماضي على فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان العقيلات لمزاد الإبل في منطقة القصيم، بعد أيام حافلة بالحركة الاقتصادية والصفقات المليونية التي شهدت حضورًا واسعًا من ملاك الإبل والمهتمين من مختلف مناطق المملكة. وقد برزت هذه النسخة بروح تنافسية عالية، وحضور جماهيري كثيف، ونشاط بيع وشراء ومزايدات كانت محط حديث المتابعين طوال فترة المهرجان.

ومنذ انطلاق أول نسخة عام 2021، واصل المهرجان تقدّمه عامًا بعد عام، حتى أصبحت نسخته الرابعة في عام 2025 نسخة نوعية متميزة من حيث مستوى التنظيم، وحجم الصفقات، وتنوع المشاركة، وارتفاع القيمة الاقتصادية التي حققها.

وقد حظي المهرجان بتشريف سمو أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، الذي وقف على تفاصيل الفعاليات واطّلع على ما يقدمه المهرجان من عروض ومزايدات وقيمة تراثية واقتصادية. ويؤكد حضوره السنوي حرصه على دعم الفعاليات التي تعزّز الحراك الاقتصادي وتحفظ الموروث الوطني المتصل بالإبل.

شهد المهرجان هذا العام حضورًا لافتًا لعدد من الداعمين من رجال الأعمال وملاك الإبل، ممن أسهموا في رفع مستوى المنافسة وجودة المشاركة، وكان لهم دور مباشر في تعزيز قيمة المهرجان. فقد دعم الأستاذ هزاع بن عايش أبو الروس العنزي المهرجان بتقديم جوائز قيّمة تضمنت سيارتين ضمن السحوبات، مما عزز من تفاعل الجماهير ورفع من مستوى المشاركة. كما شارك الشيخ نايف بن إبراهيم الراشد بتقديم سيارتين ضمن جوائز منقية نوادر الخليج، وهو دعم أضفى بعدًا تنافسيًا مهمًا على فعاليات المهرجان. وبرز الوجيه أحمد بن عبدالله التويجري بدعمه المتواصل عبر تقديم جوائز مختلفة للمشاركين وأفضل أداء وأفضل حضور، إضافة إلى دعمه الإعلامي المعروف من خلال جائزة ثلوثية أحمد التويجري التي شكلت حافزًا للإعلاميين لتقديم تغطيات مميزة. كما كان حضور الوجيه عبدالعزيز بن عبدالله التويجري امتدادًا للدعم الذي يلازم المهرجان عامًا بعد عام.

وقد جاء نجاح هذه النسخة بتضافر جهود عدة جهات رسمية وتنفيذية كان لها دور محوري في استمرارية وتميز الحدث، حيث قامت سكرتارية مزادات الإبل في إمارة منطقة القصيم — بمتابعة اللواء متقاعد عبدالله البدراني — بالإشراف على عمليات المزاد، فيما تولّت أمانة منطقة القصيم مسؤولية التنظيم العام، وقدّمت مؤسسة محافل التنفيذ الاحترافي الذي أسهم في إخراج المهرجان بصورة تليق بمكانته وتاريخه.

ويمثّل مهرجان العقيلات قيمة اقتصادية متصاعدة، إذ يُعد منصة مهمة لتنشيط الحركة التجارية، وتعزيز السياحة الداخلية، ودعم قطاع الإبل كأحد مكونات الهوية الثقافية والاقتصادية في المملكة، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. وباختتام النسخة الرابعة، يواصل المهرجان ترسيخ مكانته كفعالية بارزة تجمع بين التراث والاقتصاد، وتؤكد تطوره عامًا بعد عام، وتجعل من القصيم مركزًا رئيسيًا لفعاليات الإبل على مستوى المملكة والمنطقة.