التسامح… قوة تبني الإنسان والمجتمع
بقلم الكاتبة ــ أ. باسمة الضويمر
في اليوم العالمي للتسامح، تتجدد الحاجة إلى التذكير بقيمة إنسانية عظيمة تُجسّد روح التعايش وتؤسس لسلامٍ دائم بين البشر. فالتسامح ليس مجرد خُلق جميل، بل ركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك وآمن، يعزز الاحترام، ويحدّ من الخلافات، ويواجه التعصب بالفكر الناضج.
التسامح قوة وليس ضعفًا ..
يخلط البعض بين التسامح والتنازل أو الخضوع، بينما هو في جوهره قوة داخلية تعبّر عن النضج والرقي. فالمتسامح شخص قادر على المواجهة لكنه يختار الحكمة، ويقدّم المصلحة العامة على الانتصار الذاتي.
إن التسامح قرار شجاع يتطلب وعيًا واتزانًا؛ فهو احترام للآخر، وتجاوز للخلاف دون المساس بالكرامة أو المبادئ.
من الأسرة يبدأ كل شيء ..
الأسرة هي الحاضنة الأولى لقيم التسامح. ففي بيئة يسودها الود والاحترام، يتعلم الأبناء فن الحوار، وتقبّل الاختلاف، والسيطرة على الانفعالات. هذه القيم تنعكس بدورها على المجتمع، فتُسهم في بناء جيل متوازن قادر على مواجهة تحديات الحياة بروح إيجابية.
رؤية وطن تعزز التسامح ..
أولت المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بترسيخ ثقافة التسامح والاعتدال، انطلاقًا من تعاليم الإسلام السمحة، وامتدادًا لما أكدته رؤية المملكة 2030 من قيم التعايش والانفتاح الواعي. وأسهمت المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية في دعم هذه التوجهات من خلال مبادرات وبرامج تعزز الحوار وتحارب التطرف عبر الوعي والعلم.
خاتمة ..
إن التسامح ليس ضعفًا، بل قوة تصنع السلام وتعيد بناء الثقة بين الناس. به تُصان القيم، وتزدهر الأوطان، وتُرسّخ إنسانيتنا بأجمل صورها ، فالتسامح ليس مجرد مناسبة عالمية، بل أسلوب حياة يجب أن يحمله كل فرد مسؤول تجاه نفسه ومجتمعه.