✍️ بقلم الكاتبة: أ. باسمة الضويمر

جيلُ المستقبل يحتاج فكرًا متزنًا يوازن بين الانفتاح والهوية.

في عالمٍ تتسارع فيه التغيّرات، تبقى الوسطية والاعتدال قيمتين أساسيتين لبناء الإنسان الواعي والمجتمع المستقر. فهما ليستا مجرد شعاراتٍ، بل أسلوب حياة يوجّه الفكر والسلوك نحو التوازن، بعيدًا عن الغلو أو التفريط.

فهم الحياة بتوازن ..

الوسطية هي أن تعيش بفكرٍ متزن وسلوكٍ معتدل، والاعتدال هو أن تختار الطريق الأقوم دون إفراطٍ أو تفريط.
وحين تسود هذه القيم في المجتمع، ينتشر التسامح ويعمّ التفاهم، ويضعف التطرف والانغلاق، لتصبح بيئة المجتمع أكثر أمنًا واستقرارًا.

الحرية الواعية لا المنفلتة .. 

كثيرٌ من شباب اليوم يواجهون التباسًا في مفهوم الحرية، فيخلط بعضهم بين التحرر الواعي والتسيّب.
الحرية الحقيقية ليست في تجاوز القيم أو الانفصال عن الهوية، بل في أن يُعبّر الإنسان عن نفسه بمسؤولية واحترامٍ للثوابت.
إنها حرية تنطلق من الوعي، وتبني شخصيات منفتحة دون أن تفقد توازنها.

"رؤية 2030" تجسيد للاعتدال ..

جاءت رؤية المملكة 2030 لتُترجم فكر الوسطية والاعتدال عمليًا؛ فهي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتفتح آفاق التواصل مع العالم، دون التفريط في القيم الدينية والوطنية.
رؤية تُعزز التسامح، وتدعم الانفتاح الإيجابي، وتُهيّئ جيلًا معتزًا بهويته، قادرًا على الإسهام في تنمية وطنه بثقةٍ ومسؤولية.

جيلٌ متزن.. مستقبلٌ آمن ..

غرس قيم الوسطية في الشباب يعني بناء جيلٍ أكثر وعيًا واتزانًا، يفكّر بعقلٍ منفتح ويتقبّل الرأي الآخر، ويوازن بين الطموح والواقع.
إنها القاعدة التي تُحصّن الفكر من التطرف، وتُبعد النفس عن ضغوط المبالغة أو الانغلاق.

الأسرة والمعلم.. البداية من القدوة ..

ترسيخ الوسطية يبدأ من البيت والمدرسة، حين يرى الأبناء في والديهم ومعلميهم نموذجًا للتوازن في القول والفعل.
كما أن للإعلام والمدارس والمساجد دورًا كبيرًا في تعزيز هذه القيم عبر التوعية والقدوة الصالحة، لتصبح الوسطية أسلوب حياةٍ طبيعي لا شعارات تُقال.

خاتمة ..

الوسطية والاعتدال هما الطريق الآمن لبناء المستقبل، ومفتاح التوازن بين الانفتاح والهوية.
ومتى اجتمع وعي الأسرة مع دعم المؤسسات التعليمية والإعلامية، تكوَّن جيلٌ سعوديٌّ واعٍ، منفتحٌ على العالم، متمسكٌ بقيمه، يسير بثقة نحو مستقبلٍ مزدهرٍ ومتوازن.