|

تحقيقيات أمنية مشددة لمواجهة التطرف عبر الذكاء الاصطناعي .

الكاتب : الحدث 2025-11-09 12:31:41

بقلم : البروفيسور تركي بن عبيد 

يُعد الذكاء الاصطناعي في 2025 "محركًا هجينًا" للتطرف يعزز التهديدات ويوفر أدوات لمواجهتها. يوصي الخبراء بتطوير سياسات عالمية لتنظيم استخدامه مع التركيز على التعليم الرقمي للشباب لمواجهة الدعاية. 

وفي عام 2025، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) أداة أساسية في ديناميكيات التطرف العنيف، حيث يلعب دورًا مزدوجًا يعزز التهديدات من خلال تسهيل الدعاية والتجنيد، وفي الوقت نفسه، يساهم في مكافحتها عبر أدوات الرصد والوقاية. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة ومنظمات الأمن الدولية، يتجاوز استخدام AI الحدود التقليدية للإرهاب، مما يجعله "شبحًا في الآلة" يغير قواعد اللعبة في الصراعات الرقمية والحقيقية. هذا الدور يبرز في سياق الانتشار السريع لأدوات الذكاء التوليدي مثل ChatGPT وdeepfakes، التي أصبحت متاحة للجميع، بما في ذلك الجماعات المتطرفة.

 الاستخدام السلبي: تعزيز التطرف والإرهاب ..
يستغل المتطرفون الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى مزيف يعزز الدعاية ويسرع التجنيد، مما يجعل التهديد أكثر كفاءة وانتشارًا. على سبيل المثال، يُستخدم AI لإنشاء فيديوهات deepfake تظهر "نجاحات" وهمية للهجمات أو خطط هجومية، كما حدث في تجارب جماعات مثل حماس وداعش بعد أكتوبر 2023، حيث أنتجوا صورًا وفيديوهات مزيفة لأغراض الدعاية النفسية. كما أن أدوات الذكاء التوليدي تسمح بصنع "استخبارات مزيفة"، مثل خرائط هجومية أو تسجيلات صوتية، لخداع الأعداء أو جذب المجندين الجدد، كما وثقته دراسة جامعة حيفا في 2024 التي سجلت أكثر من 100 حالة استخدام AI من قبل جماعات إرهابية.

في المنصات الرقمية، يعتمد المتطرفون على AI لإنتاج حملات دعائية مخصصة، مثل تغريدات أو فيديوهات تستهدف الشباب عبر خوارزميات التواصل الاجتماعي، مما يقصر مسار التطرف من أشهر إلى أيام. تقرير الأمم المتحدة حول "الخوارزميات والإرهاب" يحذر من أن هذا الاستخدام يشمل "دمج البيانات الضارة" لإنشاء تقييمات تهديد وهمية، كما في حالات الجماعات مثل الحوثيين وأنصار الشباب الذين استخدموا AI لتزييف الاستخبارات العسكرية. على منصة X، يناقش مستخدمون كيف يُستخدم AI لإنشاء "دعاية إسلامية متطرفة" أو أدوات للإبلاغ الجماعي عن النقاد، مثل أداة "Words of Justice" التي طورتها جماعات جهادية لاستهداف المدافعين عن اليهود.

بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم AI في التخطيط العملياتي، مثل محاكاة سيناريوهات هجومية عبر الواقع الافتراضي أو الطائرات بدون طيار الذاتية، مما يجعل الجماعات أكثر تكيفًا مع الرصد الأمني. تقييم التهديدات الأمنية الأمريكي لعام 2025 يصف هذا التحول بأنه "مرحلة تالية للإرهاب"، حيث يتجاوز AI القدرات التقليدية للجماعات المتطرفة.

الاستخدام الإيجابي: مكافحة التطرف والوقاية .. 
على الجانب الآخر، يُعد الذكاء الاصطناعي سلاحًا قويًا للحكومات والمنظمات في كشف ومنع التطرف. يُستخدم في تحليل البيانات الضخمة للكشف عن المحتوى المتطرف على الإنترنت، مثل أدوات OSINT (الاستخبارات مفتوحة المصدر) التي تتعرف على الأنماط في الدعاية أو الشبكات الاجتماعية. منتدى مكافحة الإرهاب العالمي (GCTF) يشارك "دروسًا مستفادة" من استخدام AI في مكافحة التطرف العنيف، حيث يُطبق في تدريب الخوارزميات للكشف عن الدعاية الإرهابية قبل انتشارها.

في المدن، يساعد AI في بناء أنظمة أمنية ذكية، مثل التنبؤ بالهجمات عبر تحليل السلوكيات الرقمية أو مراقبة الشبكات الاجتماعية، كما في تقرير الأمم المتحدة لعام 2025 حول "الذكاء الاصطناعي في المدن". كما أن منظمة الإنتربول، من خلال مشروع CT-Tech، تتابع استخدام AI لتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الدعاية الرقمية. على X، يُناقش الخبراء كيف يمكن لـ AI أن يُستخدم لكسر الشبكات المتطرفة عبر كشف الهويات المزيفة، لكنهم يحذرون من مخاطر التحيزات في هذه الأدوات، كما في حالة أداة ADL التي تُتهم بتصنيف المعارضين كـ"أعداء داخليين".

التحديات والتوصيات المستقبلية ..
رغم الفوائد، يثير دور AI مخاوف بشأن الخصوصية والتحيزات، حيث قد يؤدي إلى انتهاكات حقوقية في عمليات مكافحة الإرهاب، كما يناقش مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في دعوته لعام 2025. كما أن الجماعات المتطرفة، كمبتكرين مبكرين، تتفوق في التكيف مع التطورات الرقمية، مما يتطلب تعزيز الشراكات بين الحكومات وشركات التكنولوجيا.