|

دولة قائمة وبيتٌ مُعظٌم

الكاتب : الحدث 2025-11-09 12:19:52

 ٠٠ جبران شراحيلي ٠٠

 بالأمس القريب أكرمنا الله بزيارة بيته الحرام ، وأداء مناسك العمرة برفقة أبنائي حيث كان الوصول إلى رحاب الببت الحرام قرابة الفجر ، وما أن شرعنا في مناسك العمرة إلاّ وبدأ أذان الفجر، توقفنا حينها لأداء الصلاة ، وما أن أقيمت الصلاة وبدأ الإمام بالتكبير وقراءة الفاتحة أعقبها بافتتاح سورة آل عمران  الصفحة الأولى والثانية للركعة الأولى ،، وأكمل في الركعة الثانية الصفحة الثالثة من ذات السورة، فأدخلنا إلى عالم آخر .. عالمٌ بعيد عن عالمنا الذي نعيشه في مساجدنا وواقعنا اليومي، نسيت تعب السفر وعشت في عالم اللحظات الروحانية التي حباها الله لبيته المعظًم ، وتلاوة قرآن لأئمة فضلاء في مشهد مهيب تمنيت حينها أن الزمن توقف هنا .
بعد إتمام الصلاة عدنا لإكمال مناسك العمرة ، وما إن انتهينا من أداء مناسك العمرة إلا ّ اتفقنا على العودة لصلاة المغرب والعشاء بالبيت الحرام، كان ذلك بيوم الجمعة حيث كان  البيت الحرام مكتظًا بالمعتمرين والزوار من جميع أقطار المعمورة ٠٠

عدنا إلى بيت الله الحرام مع بداية صلاة المغرب ، ولم نلحق على الصلاة مع الإمام فصيلنا المغرب بمجرد عثورنا على مكان نصلي فيه من كثرة الجموع المتواجدة حول الكعبة المشرفة ومكان الطواف والسعي وحتى التوسعة الخارجية  كانت ممتلئة ٠٠

جاءت صلاة العشاء وأقيمت الصلاة ، وما أن كبر الإمام إلا وعرفنا صوته المميز أنه الشيخ عبد الرحمن السديس ، وهنا للمرة الثانية ندخل في عالم آخر .. هذه المرة ليس في عالم اللحظات الروحانية فقط بل في لحظات شعرنا فيها بقشعريرة الجلود وطمأنينة القلوب ٠٠ 

 الله أكبر .. عندما قرأ الشيخ  أواخر آيات سورة الحجر خصوصا ً عندما وصل لآية" فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين" إلى آخر السورة .. لست ُ الوحيد ألذي أصيب بقشعريرة في بدنه ، بل عندما التقيت ابنتي بعد فراغ الصلاة قالت لي : والله إن جسمي كله لم يتحملني وكِدتُ أسقط من القشعريرة .. 
 الله أكبر على مكان تتجلى فيه الروحانية في أبهى صورها ، وتنقاد الروح البشرية إلى خالقها وهي في أوج خضوعها ٠٠
مكان تجلت فيه عظمة الله عزوجل .. مكان تميز بقدسية منفردة .. مكان تميز بخدمة بشر اختصهم الله ومنحهم هذا الشرف العظيم لهذا المكان المُعظّم ٠٠

دولة قائمة بثقلها .. برجالها .. بقادتها لخدمة الحرمين الشريفين لا يضرها شخص جاء من أقصى الدنيا لا يعرف حرمة زمان ولا قدسية مكان ولا همه سوى التقاط صوره ليباهي بها ويظهرها أمام الملأ يتحين خلوة ليتصيد من خلالها حدث معين ليصب من خلاله جام حقده وبث سمومه ٠٠ 

مثل ُ هذا ومن على شاكلته لايؤثر على خدمة الحرمين الشريفين ولا على القائمين بتلك الخدمة من دولة ورجال غرس الله في قلوبهم الإيمان المطلق على أن خدمة الحرمين الشريفين هي شرف وأوسمة وضعت على صدورهم قبل أن تكون واجب ألقي على عواتقهم .. حفظ الله دولتنا وبارك في قادتنا ، وأعان الله القائمين المباشرين في رحاب الحرمين الشريفين  .