|

حماية الحرمين الشريفين مسؤولية شرعية ووطنية

الكاتب : الحدث 2025-11-07 05:29:37

بقلم ــ فاطمة آل مبارك 
---------------------------------


منذ أن شرّف الله المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين، وهي تحمل هذه الأمانة العظيمة بصدق وإخلاص، مدركة أن رعاية أطهر البقاع على وجه الأرض ليست مجرد مسؤولية وطنية، بل رسالة دينية وحضارية تتجاوز حدود المكان والزمان. لقد التزمت المملكة بحماية الحرمين الشريفين وصيانة أمنهما، وجعلت سلامة قاصديهما أولوية لا تعلو عليها أولوية، وخط أحمر لا يُسمح بتجاوزه أو التهاون فيه.

لقد شاء الله أن يكون الأمن صفة لازمة للحرمين الشريفين، فقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا﴾، ومن هنا فإن كل جهد يُبذل في سبيل حفظ الأمن فيهما إنما هو امتثال لإرادة الله، وتعبير عن تعظيم شعائره. لذا تجسدت عناية الدولة بأمن الحرمين الشريفين واستدامة خدمتهما على مدار العام في إرساء منظومة راسخة تجمع بين الكفاءة الأمنية والتنظيم الدقيق والخدمات المتطورة، في مشهدٍ يجسد احترافية مؤسساتها وصدق التزامها برسالتها الدينية والإنسانية تجاه العالم الإسلامي.

والحقيقة أن الالتزام بالتعليمات الأمنية داخل الحرمين الشريفين يُعدّ من أعظم صور التعبد والامتثال، لأنه تعاون على البر والتقوى، وطاعةلمن وكل إليه أمر حفظ النظام وتحقيق السكينة. فاتباع توجيهات رجال الأمن ومنظمي الحشود هو طاعة لله قبل أن يكون طاعة للنظام، إذ به تنتظم الحركة، وتُدار الجموع بمسؤولية تحفظ الأرواح وتُصان بها قدسية المكان ، أنها مسؤولية تحمل في جوهرها شرف الخدمة وسمو الرسالة.

صفوة القول …أن أمن الحرمين الشريفين عبادة تصون المكان وقدسيته، والالتزام بتعليمات رجال الأمن السعوديين هو حماية للأرواح وتعظيم للشعائر،
كما هي مسؤولية جماعية وواجب شرعي يشترك فيه الجميع الدولة برجالها وأجهزتها، والمجتمع بوعيه وإلتزامه، والزائر بسلوكه الواعي وتعظيمه لشعائر الله .