الحرية المسؤولة… تربية لا تسيّب
بقلم ـ أ. باسمه الضويمر
في زمن الانفتاح وتعدد المفاهيم التربوية، يظن بعض الآباء أن منح الأبناء حرية مطلقة في اللباس والكلام والخروج دون قيد هو دليل على “تفهم الأسرة” و”التحرر من القيود القديمة”. لكن هذه النظرة، رغم نواياها الحسنة، قد تُسهم في إضعاف الانضباط القيمي وتشويش المفاهيم لدى الأبناء.
فالحرية التي لا تُضبط بالوعي والمسؤولية تتحول إلى فوضى تربوية، تهدد التوازن النفسي والسلوكي للأبناء. إذ أن التربية ليست في المنع ولا في الإطلاق، بل في التوجيه بحكمة ووضع حدود تحفظ الكرامة والقيم، وتُشعر الأبناء بالثقة دون أن تفقدهم البوصلة الأخلاقية.
الحرية الحقيقية لا تعني أن يفعل الفرد ما يشاء، بل أن يعرف ما يليق وما لا يليق، وأن يختار بوعي ما يعبّر عن شخصيته دون أن يتجاوز ثوابت المجتمع وأخلاقياته.
إن التفهم الأسري لا يعني التفريط، بل هو احتواء قائم على الحوار والقدوة والتوازن، يُكسب الأبناء الثقة بالنفس ويُجنّبهم الانجراف وراء المفاهيم المغلوطة للحرية.
وقد جاءت رؤية المملكة 2030 لتؤكد هذا النهج، إذ تسعى لبناء جيل منفتح على العالم، معتز بهويته، يمارس حريته في إطار من القيم والاحترام والمسؤولية.
فالحرية ليست نقيض التربية، بل ركيزتها، حين تُمارس بوعيٍ وضبطٍ، فبها تُبنى الشخصية، ويُصان المجتمع.