|

"انسجام عالمي" ملامح متجددة للصورة الإعلامية السعودية

الكاتب : الحدث 2025-11-05 11:13:04

بقلم – خليل القريبي


إطلاق وزارة الإعلام النسخة الثانية من مبادرة "انسجام عالمي"، هي خطوة تعكس تطور المشهد الإعلامي والإنساني في المملكة، فهذه المبادرة تمثل مشروعًا وطنيًا واسع الأفق، يجمع بين الإعلام والمجتمع والثقافة في إطار رؤية تسعى إلى بناء جسور التواصل العميق بين المواطنين والمجتمعات المقيمة على أرض المملكة.

تأتي هذه المبادرة بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه وبرنامج جودة الحياة، ضمن مسار يؤكد التوجه الحكومي نحو تعزيز الزخم الإعلامي والحوار الثقافي والانفتاح الإنساني، فهي مبادرة تفاعلية تُعبّر عن روح المملكة المتجددة، وتُبرز عُمقها الحضاري الذي يجمع بين الأصالة والتطور، في صورة إعلامية تسعى إلى ترسيخ الثقة والتفاهم المتبادل مع العالم. وتكمن قوة "انسجام عالمي" في قدرتها على تقديم سرد واقعي وحيوي عن المجتمع المحلي، يعكس حقيقته الإنسانية والتفاعلية، إذ ترسل المبادرة رسالة صادقة بأن المملكة وطن يحتضن الجميع. هذا التوجه الإعلامي الإنساني يُسهم في تعزيز الصورة السعودية الشاملة - الراسخة أصلاً - التي تستمر في إظهار المملكة كبيئة آمنة، متسامحة، ومشرّعة الأبواب أمام التنوّع الثقافي والإثراء المتبادل.

وتتألق روح المبادرة من خلال مشاركة 14 جالية عالمية في تقديم أطعمتها وفنونها وحرفها وثقافاتها، في مشهد نابض بالتنوع والتكامل، حيث هذا الحضور المتعدد الثقافات يشكّل محتوى إعلاميًا متميزًا يُبرز دور المملكة في احتضان الحضارات، ويُترجم أحد أهم مرتكزات رؤية 2030 في بناء مجتمع حيوي يوفّر جودة حياة عالية للجميع. كما تؤكد المبادرة على الدور الكبير الذي تؤديه القطاعات الحكومية والخاصة في دعم جودة الحياة للمقيمين، وإظهار التزام المملكة بالعدالة الاجتماعية والرفاه الإنساني، فكل فعالية ضمن "انسجام عالمي" تعكس مستوى الوعي الذي وصل إليه المجتمع السعودي في التعامل مع التنوّع الثقافي، وقدرته على تحويله إلى طاقة إيجابية تعزز التواصل والاندماج.

تُبرز هذه المبادرة أيضًا التحول العميق في الصورة الإعلامية للمملكة، حيث باتت تُقدَّم للعالم كنموذج حضاري وإنساني متطور، يثمّن التنوع الثقافي، ويراه أساسًا للتعاون والإبداع، إنها مبادرة إعلامية تُعيد تعريف المملكة أمام العالم من خلال واقعها الإنساني المتفاعل، ووجهها الاجتماعي الرحب، ومكانتها المتقدمة في المشهد الدولي الحديث، كما تمنح العالم فرصة للتعرف على جوهرها الحقيقي: أرض تجمع القيم والقلوب، وتحتفي بالإنسان في كل تنوعه وجماله.