|

مزاد العقيلات بالقصيم.. تراث يتجدد واقتصاد ينمو

الكاتب : الحدث 2025-11-05 12:56:01

بقلم ـ محمد العتيّق 
تعيش منطقة القصيم هذه الأيام أجواءً حيوية مع انطلاق مهرجان العقيلات لمزاد الإبل، الذي يجمع بين الأصالة والتجارة في مشهد يعيد إلى الذاكرة ملامح القوافل القديمة التي شكّلت جزءًا من هوية المنطقة وتاريخها التجاري.


يقام المهرجان بإشراف إمارة منطقة القصيم وتنظيم أمانة المنطقة وتنفيذ مؤسسة "محافل"، على طريق الملك سلمان في بريدة، وسط حضور واسع من ملاك الإبل والمهتمين بالتراث والمستثمرين والزوار من مختلف مناطق المملكة والخليج. ويهدف إلى تنشيط سوق الإبل وتنظيم المزادات بصورة احترافية تعزز الثقة والشفافية، وتمنح هذا القطاع مكانة اقتصادية تتجاوز حدود التراث إلى الاستثمار.


ويركز المهرجان في فكرته على إحياء اسم "العقيلات" الذي ارتبط برجال التجارة والتنقل في الجزيرة العربية، فيجسد المهرجان اليوم امتدادًا لتلك القوافل التاريخية ولكن بروحٍ عصرية، تُبرز دور الإبل في الاقتصاد الوطني وتفتح آفاقًا جديدة للمربين والمستثمرين.


وشهدت النسخة الحالية ارتفاعًا ملحوظًا في حجم الصفقات والمبيعات؛ إذ تجاوزت قيمة المزادات أكثر من 23 مليون ريال خلال أيامه الأولى، وفق ما أعلنه المستثمر أحمد اليحيى، ما يعكس حجم الإقبال والنجاح التنظيمي للمهرجان ومكانة القصيم كمنصة رئيسية لتجارة الإبل في المملكة.

ولم يقتصر الحدث على البيع والشراء فحسب، بل تميزت فعاليات هذا العام بتقديم جوائز نوعية وتحفيزية، شملت خمس سيارات وجائزة "قعود فردي" لأفضل المشاركين، بالإضافة إلى جائزة خاصة من " #ثلوثية_أحمد_التويجري " في مجال الإبداع الإعلامي، تشجيعًا للحضور الإعلامي والثقافي المصاحب. كما احتضن المهرجان فعاليات تراثية وسوقًا للأسر المنتجة وبرامج ثقافية تثري تجربة الزائر وتعزز الطابع الشعبي للحدث.


ويؤكد الزوار والمشاركون أن "مزاد العقيلات" بات نموذجًا وطنيًا يجمع بين الأصالة والتنمية، ويقدّم القصيم وجهةً سنويةً لعشاق الإبل ومحبي التراث. ومع النجاح المتكرر عامًا بعد عام، يواصل المهرجان دوره في دعم هذا القطاع الحيوي وتأكيد مكانة القصيم كقلب نابض لثقافة الإبل في المملكة.