الشائعات وعواقبها الوخيمة في المجتمع.
بقلم : د/ سلمان الغريبي
----------------------------------
اتركوا عنكم الشائعات فإنها داء عُضال يسري في المجتمع كما تسري النار في الهشيم ، تفسد الأفكار ، وتُشعل الفتن بين الأهل والجيران ، وتُدمر العلاقات الأسرية والعامة ، الشائعات هي أقوال وأخبار ملفقة و غير مؤكدة ، تتناقلها الألسن دون تَثبت أو تدقيق ، فتتحول إلى حقائق وهمية في نظر الناس، تأثير الشائعات خطير ، فقد تُدمر سمعة إنسان بريء ، أو تُشعل فتنة بين الأصدقاء والارحام والأقارب ، أو تُحدث شقاقًا بين أفراد الأسرة الواحدة ، كما أن الشائعات تُضعف الثقة بين الناس ، وتُشيع جواً غريباً من الريبة والشك بين الأفراد .. لذا كان من الواجب علينا أن نكون حذرين في التعامل مع مثل هذه الشائعات ، وألا نُصدق كل ما يُقال وينشر ، وأن نتحقق من صحة المعلومات قبل تصديقها أو نشرها ، كما يجب علينا أن نُدرك أن الشائعات هي داءٌ عُضال ، وأننا جميعًا مسؤولون عن محاربتها ونشر الوعي و أخذ الحقائق من مصدرها وأن نكون أمناء في أقوالنا ، ولنحافظ على مجتمعنا من الفتن والشائعات .
الشائعات مرض خطير يسكن نفوس الناس المريضة الذين لا يخافون الله في السر و العلن ، ولا يرون في الكذب والافتراء حرجاً لهم في المجتمع ، هؤلاء الأشخاص يجدون مُتعة في ترويج الشائعات ونشرها على نطاق واسع ، وينشرونها بكل سهولة ، دون أن يتحملوا مسؤولية كلماتهم أو يفكروا في نتائجها و عواقبها الوخيمة ..
هؤلاء الأشخاص يفتقرون إلى الضمير الحي والرحمة ويستخدمون الشائعات كأداة لتدمير الآخرين واحياناً دون أن يشعرون ، أو لتحقيق مصالحهم الشخصية ، إنهم يلعبون بالنار ، ويتجاهلون أن الشائعات قد تُدمر حياة إنسان بريء، أو تُشعل فتنة لا يمكن إخمادها ..
يجب علينا أن نكون حذرين وحريصين من هؤلاء الأشخاص ، وأن لا نُصدق كل ما يُقال بسهولة ، كما يجب علينا أن نُحاسبهم على أفعالهم وتصرفاتهم الغبية المريضة ، وأن نُطالبهم بتقديم الأدلة والبراهين على ما يقولون وينشرون ، فالشائعات ليست لعبة نلعبها متى نشاء ولا نحسب عواقبها ، وإنما هي سلاح خطير يمكن أن يُدمر المجتمعات ، فلو تأملنا هذه الأيام في إحدى هذه الشائعات من فئة غير مسؤولة وغير مُتخصصة فيما يتحدثون و ينشرون من مقاطع منتشرة في مواقع التواصل الإجتماعي عن تكدس المرضى في المستشفيات والأماكن العامة وإنتشار فيروس الإنفلونزا بينهم ، وأكثرها مقاطع قد تكون قديمة لا عادها الله علينا أو غير صحيحة أو استخدموا فيها الذكاء الاصطناعي ، فحذروا من هؤلاء وغيرهم من مروجين هذه الشائعات واحترسوا منهم وخذوا العلم من أهل التخصص والعلم ، والموضوع ليس بهذه الدرجة المُخيفة التي يتحدثون بها و ينشرون مقاطع عنها ، الموضوع مُجرد إنفلونزا عادية وتحتاج لإحتياطات بسيطة مثلها كمثل أي إنفلونزا موسمية ، فيجب لبس الكمامات عند الزحام ، ونكثر من شرب الماء لتر ونصف يومياً مع الإكثار من شرب عصير البرتقال والليمون والكيوي والمشروبات الساخنة ، وأخذ اللقاحات اللازمة وخصوصاً لكبار السن .. ومن أصيب بالإنفلونزا لا قدر الله يجب أن يلازم المنزل ويعزل نفسه ويلزم الراحة وأخذ المُسكنات حتى يَخِف منها .. والله الحافظ ، يحفظنا من كل سوء ومكروه .