|

بصمة الكلمة… حين يصبح الاحترام هو صورتنا الحقيقية

الكاتب : الحدث 2025-11-01 03:26:52


بقلم - عبدالله عسيري

في زمنٍ أصبحت فيه المنصات الرقمية مرآة تعكس فكر الإنسان ووعيه، لم يعد الاحترام يُقاس بالمظاهر أو الصور بل بالكلمة التي يكتبها وبالأسلوب الذي يتحدث به وبالطريقة التي يُعبّر من خلالها عن رأيه. فالرقي في الحوار ليس ترفاً بل سمة من سمات النضج الثقافي ودليل على وعي يحترم ذاته قبل أن يحترم الآخرين.

لقد اصبحت المنصات الاجتماعية ساحة مفتوحة تُظهر مكنون الإنسان الحقيقي وتُبرز ثقافته وقيمه من خلال ما يطرحه من أفكار وتعليقات ومشاركات. فكل كلمة تُكتب وكل رأي يُقال هي بصمة تُعبّر عن صاحبها وتشكل انطباعاً دائماً لدى من يقرأها. إننا في عالم تتقدّم فيه الكلمة على الصورة وتُقاس فيه مكانة الإنسان بما يعبّر به من احترام واتزان ووعي.

الاحترام في فضاء الحوار الرقمي لا يعني الصمت أو المسايرة بل يعني القدرة على النقاش بأدب ومسؤولية واحترام اختلاف وجهات النظر دون إساءة أو تهكّم. فالكلمة الواعية تُبني بها جسور التفاهم أما الكلمة الجارحة فتهدم قيم التواصل وتُضعف الصورة الحقيقية للإنسان.

ومن المؤسف أن يختزل بعض المستخدمين حضورهم في صور براقة ومظاهر زائلة بينما يغيب عنهم أن الكلمة هي التي تصنع الانطباع الأعمق والأدوم. فالثقافة لا تُرى في الملامح بل تُقرأ في الحروف. 
والوعي لا يُقاس بما نعرضه من مظاهر بل بما نمنحه من احترام وتقدير في الحوار.

إنّ مسؤوليتنا في هذا الفضاء الرقمي تتجاوز حدود الكتابة العابرة فهي التزام أخلاقي يعبّر عن هويتنا وثقافتنا. وكلما أدرك الفرد أثر كلمته ازداد وعياً في اختيارها لأن الاحترام لا يُفرض بالقوة بل يُكسب بالأسلوب ويُحفظ بالوعي ويُعزّز بالرقي في التعامل.

وفي النهاية تبقى الكلمة الصادقة والرقي في الحوار هما الصورة الأجمل للإنسان وهي التي تخلّد أثره وتمنحه الاحترام الحقيقي. 
فليكن حضورنا في المنصات بصمة وعي تليق بنا وصورة احترام تعبّر عنا وكلمة خير تُضيف للآخرين كما تُضيف لنا.