الازدهار النفسي .. أن تعيش لا أن تبقى فقط
بقلم ــ د.محمد بن مرضي
لا أحد يعلم مدى صعوبة أن تكون الجانب القوي في حياة من حولك .. ولايعلمون مدى الفوضى المرتبطة بذلك والتي تسكن أعماقك.
ففي زحام الحياة نعتاد على البقاء .. نستيقظ، ننجز، نُرضي، ثم ننام .. لنُعيد الدورة ذاتها كل يوم ، لكن بين السطور هناك سؤال خافت يهمس : هل نعيش .. أم أننا فقط نكمل الطريق؟
الازدهار النفسي ليس رفاهية، بل هو حالة إنسانية متقدمة يعيش فيها الفرد شعور التوازن والامتلاء الداخلي، حيث لا يكتفي بالنجاة من الضغوط، بل يعلو فوقها ليصنع معنى أعمق لحياته.
هو عندما يكون السلام الداخلي عادة، والامتنان أسلوب تفكير، والتحديات فرصًا لا تهديدات ، فالازدهار يعني أن تُحب ذاتك دون أن تنغلق عليها، وأن تنتمي دون أن تذوب، وأن تُعبّر دون خوف، وأن تُصغي إلى الحياة دون أن تبتلعك ضوضاؤها.
ووفقًا لعالم النفس "مارتن سليجمان"، فإن الازدهار النفسي يرتكز على خمس ركائز :
المشاعر الإيجابية، والانخراط، والعلاقات، والمعنى، والإنجاز . وعندما تتفاعل هذه العناصر يتولد شعور بالامتلاء لا يُشترى، بل يُبنى.
وفي بيئة العمل من يزدهر نفسيًا يكون أكثر إبداعًا وأقل احتراقًا ، وفي العلاقات يكون أصدق وأكثر تسامحًا ، وفي داخله يسكنه سلام لا تعصف به تقلبات الخارج.
ازدهارك النفسي يبدأ من قرار : أن تضع ذاتك ضمن أولوياتك، وأن تُعيد النظر في تعريف النجاح، وأن تمنح نفسك لحظات من التأمل، لا للهروب، بل لتصفية الضجيج الذي بداخلك.
فلا تكن مجرد راكب في قطار الحياة .. قُدْ عافيتك النفسية بنفسك، وازرع بذور الازدهار، تَنْبُت فيك حياة.