|

الذكاء الاصطناعي يعزز التوجهات الإعلامية الجديدة

الكاتب : الحدث 2025-10-29 04:31:29

بقلم ــ خليل القريبي

اطلعت مؤخرًا على التقرير الصادر عن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) حول حالات استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الإعلام، وهو تقرير ثري بالمضامين والأمثلة والتوجهات التي توضّح حجم التحول الذي يشهده القطاع الإعلامي عالميًا ومحليًا.

يشير التقرير إلى أن 75٪ من دور النشر حول العالم ترى في الذكاء الاصطناعي أساسًا لنجاح أعمالها خلال الأعوام المقبلة، بفضل قدرته على رفع كفاءة العمل وتحليل سلوك الجمهور وتقليل انتشار الأخبار المضللة. هذه التوجهات جعلت الذكاء الاصطناعي يتحول من أداة مساعدة إلى شريك فعلي في صياغة المحتوى وصناعة القرار الإعلامي.

التقرير يوضح أن أبرز حالات الاستخدام تدور حول أربع ركائز رئيسة: إنشاء المحتوى وتحسينه، تخصيص المحتوى، أتمتة المهام، والتحليل وتقديم الرؤى، وهي مجالات تُمكِّن المؤسسات الإعلامية من إنتاج محتوى ذكي، وتحليل تفاعل الجمهور، وتخصيص التجارب الرقمية بدقة متناهية.

كما أورد التقرير أمثلة تطبيقية عالمية مهمة؛ منها تجربة نيويورك تايمز التي حققت زيادة بنسبة 55٪ في النقرات و11٪ في الإيرادات، وتجربة نتفليكس في تحليل سلوك المشاهدين لاقتراح محتوى مخصص، وتجربة دار النشر Sage التي رفعت سرعة إنتاج المحتوى بنسبة 99٪. هذه النماذج توضح كيف أصبح الذكاء الاصطناعي مكوّنًا أساسيًا في نجاح المؤسسات الإعلامية الحديثة.

أما في السعودية، فقد أشار التقرير إلى إنشاء مركز التميز للذكاء الاصطناعي في الإعلام بإشراف سدايا ووزارة الإعلام عام 2024، كأول مركز من نوعه في الشرق الأوسط، يهدف إلى تطوير حلول وطنية مبتكرة مثل نموذج ترجمة لغة الإشارة السعودية، وجمع أكثر من 104 آلاف صورة وطنية لتدريب الخوارزميات.

المشهد الإعلامي يتجه نحو مرحلة جديدة تتسم بالتفاعل والتخصيص والابتكار، والذكاء الاصطناعي أصبح لغة الإبداع القادمة التي ستعيد رسم العلاقة بين المحتوى والجمهور، وتمنح الإعلام قدرة أوسع على الفهم والتأثير.