"طيبة غير قابلة للكسر"
عبهر نادي
*في زمنٍ يخلط بين الضعف واللين ، وتُقرن فيه العاطفة بالانهزام، تبقى الطيبة جوهرةً نادرة لا تُقاس بمقدار عطائها، بل بقدرتها على البقاء نقية رغم قسوة العالم.
فليست الطيبة استسلامًا، ولا صمتها ضعفًا، بل رُقيٌّ يعرف متى يُحسن ومتى يَحترِز ، ومتى يمدّ يد العون أو يمنعها حفاظًا على الكرامة.
*رُوي أن ثعبانًا تاب عن الأذى، فاختار العزلة والسلام، لكن صبيةً ظنّوا صمته ضعفًا، فآذوه حتى كادوا أن يقتلوه.
نصحه الحكيم أن ينفث سمه في الهواء — لا ليؤذي، بل ليُذكّرهم بأنه ما زال قادرًا على الدفاع عن نفسه.
*وهكذا هي الطيبة حين تُخلع عنها الهيبة؛ تُغري اللئام بالتمادي، أما إذا اتكأت على عصا العزّة ظلّت نقيةً محفوظةً بوقارها.
في زمنٍ يُربك المفاهيم، بات البعض يظنّ أن الطيبة ضعف، وأن التواضع استسلام، متناسين مفهومها الحقيقي في عدم انحناءها إلا لله ، وأنها لا تُفرّط بكرامتها لتُرضي أحدًا.
فالقلب الطيّب ليس ساذجًا، بل قلب يعرف متى يُسامح، ومتى يُغلق الباب بصمتٍ يليق به.
والعزّة لا تناقض الطيبة أبدًا، بل تحرسها من أن تُهان، وتمنحها وقارًا يجعلها تُرى كما هي: نقاءً ورحمةً لا تُستغل، وإلا كشرت عن أنياب الوعي لتحمي نفسها. والقلوب الطيّبة لا تحتاج إلى سلاح، لكنها تحتاج إلى حدود ..حتى الزهرة التي لا تؤذي تُحاط بأشواكٍ تحميها .
*جوهر الإنسانية أن نتعلم كيف نحسن دون ضعف ونعفو دون انكسار ، رِفقٌ بوعي وكرمٌ بحدود، وطيبةٌ تعلو ولا تُهان.
رسالة :
*احمل الطيبة في جوهرك لا على وجهك، فالنور الحقيقي لا يُرتدى.
والنقاء الذي يحمي نفسه هو وحده القادر على أن يبقى غير قابل للكسر