18 October
بقلم - أريج عزام
بين إنجازات الأمس، وإبداعات اليوم، ورؤية الغد، تُكتب الأقدار الجميلة لمن كان نقيًا تقيًا، وكافح، وأحسن، وتوكل، وعفا عن الناس.
هم أولئك الذين يعيشون روعة فصول حياتهم بين يدي رب رحيمٍ وكريم، يرتب لهم الخير، ويهيئ لهم النجاح، ويُسكن قلوبهم الطمأنينة.
الأشخاص الذين يغيرون حياتنا للأفضل غالباً ما يكونون أشخاص مميزين بصدقهم ووفائهم وأخلاقهم ، يحملون في أرواحهم الأمل ، ووجودهم في حياتنا يزرع التفاؤل وحب الحياة. هؤلاء الأشخاص يساعدوننا على رؤية العالم بمنظور جديد ، ويساهمون في تغيير روتيننا اليومي.
في الحقيقة تكمن سطور حكايتي اليوم بالتحديد 18 أكتوبر حيث كنت في ممرات إحدى المنشآت شبة تائهةً وعاجزة ومتوترة .جلست على المقاعد الموجودة في الممر أسترجع قواي لأكمل طريقي، فقد كنت أحتاج وقتها إلى قليل من التفكير لاتخاذ القرار الصحيح الذي طالما كان يشغلني .
في هذا الوقت يأتي شخص لا أعرفه كأنه ملاك بهيئته البشرية أرسله الله لي ليبعثر شتات أمري ، ويزيح العتمة عن ناظري لأجد طريقي . وبعد مناقشات وكلام حيث طال حديثنا معاً.
في هذا اليوم تغيرت حياتي بشكل لم أكن أتوقعه أبدًا . فقد ألتقيت بشخص وبدون مبالغة ، يمكنني القول أن هذا اللقاء غيّر وجهة نظري تجاه الحياة والناس والأشخاص
من حولي .
قبل ذلك اليوم كنت أرى الحياة من منظور محدود ،وأعتقد أن الناس جميعًا متشابهون ولكن ذلك الشخص أظهر لي عكس ذلك تمامًا . هذا الشخص دخل حياتي وأضاء جوانب لم أكن أراها من قبل .
أذكر كيف كان حديثه، وكيف كانت ابتسامتهُ ، وكيف كان يرى العالم من حوله.
كان كل شئ مختلفًا ، كان يرى الجمال في الأشياء الصغيرة ، ويمتلك تفاؤلاً لا حدود له.
منذ ذلك اليوم ، تغيرت نظرتي تجاه الناس ، وأصبحت أرى الجانب الجميل في كل شخص ، وصرت أتعامل معهم بطرق مختلفة .
أصبحت أقدر كل لحظة في حياتي، وأرى أن كل شخص يمر في حياتي له دور في تغييرها. أدركت أن وجود أشخاص ملهمين في حياتنا مهم للغاية، فهم لهم رؤيتهم وأهدافهم الواضحة ويتمتعون بالقدرة على التغلب على العقبات ، ويلهمون الآخرين للتحلي بالقوة ذاتها.
اليوم .. يمكنني القول أنني شخصية مختلفة ، شخصية ترى الحياة بشكل أكثر إيجابية ، شخصية تقدر كل لحظة في حياتها ؛ لذلك سأكون دائمًا ممتنة لذلك اليوم ولذلك الشخص الذي غيّر حياتي بشكل لم أكن أتوقعه أبدًا .