فيصل بن مشعل .. صوت العدالة في وجه الإهمال
الكاتب: أ/ محمد العتيق
الافتتاحية ..
عندما تُثار قضية تمسّ أرواح أبناء الوطن، يصبح أداء المسؤول اختبارًا حقيقيًا بين القول والفعل، بين الشعارات والواقع. وقد برز في حادثة الرس موقفٌ ينمّ عن حياد العدالة وصرامة المساءلة، عندما تحرّك سمو أمير منطقة القصيم، الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، بسرعة وحسم؛ ليشكّل لجنة تحقيق ويعاقب المقصرين. هذا الموقف يُعيد إلى الأذهان أن الدولة والمواطن شركاء في العطاء، وأن الإهمال لا مكان له في خدمة الوطن.
تدخل فوري ومسؤولية بالغة ..
من اللحظة الأولى، لم يترك سمو الأمير القضية لتمضي بلا متابعة؛ بل أمر باتخاذ إجراءات فورية، وبتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الحادثة والرفع بنتائجها إلى سموه أولًا بأول. ولم تمضِ ساعات طويلة حتى ظهرت المؤشرات على وجود تقصير، فتمّت مساءلة المقصرين ومعالجة الخلل بتطبيق النظام بحزم.
نهجٌ ثابتٌ لخدمة المواطن ليس هذا القرار حادثًا منفردًا، بل هو امتداد لنهج ثابت في قيادة هذه البلاد — جعلت المواطن محورًا لاهتمامها، ورسمت له مكانة سامية في جميع الخطط والسياسات. إنّ ما قامت به القيادة من دعم للعدل والمساءلة هو الذي يعزز الثقة في أن كل مسؤول مسؤول، مهما علا منصبه، أمام حسابه.
رسالة تطمئن وتردع ..
كان لتلك الاستجابة الفورية أثر طمأنة على قلوب أسر المتضررين، بل وعلى جميع المواطنين الذين شاهدوا أن لا صوت يعلو فوق صوت الحقوق. وعندما يرى المواطن أن الدولة تنصفه بسلوك فعلي لا مجرد وعود، يتعزز ارتباطه بوطنه وتزداد ثقته بمؤسساته.
الإهمال خيانة للأمانة ..
العمل العام ليس ترفًا يُمنح، بل أمانة تُحمَل، وموظف الدولة يتقاضى أجره ليؤدي، لا ليتهاون. والمساءلة ليست تعسّفًا، بل أداة لضمان الالتزام وتثبيت القيم، وحماية المواطن من أي تقصير قد يمسّه في حياته وحقوقه.
الخاتمة ..
في الختام ، لا يسعنا إلا أن ندعو الله أن يحفظ وطننا وقادته، وأن يعين كل صاحب مسؤولية على حمل الأمانة بإخلاص، وأن يكون هذا الحادث درسًا يُستفاد منه في منظومة الأداء الحكومي، ليكون المواطن دائمًا في العناية والاهتمام.