|

العافية تبدأ من داخلك ..

الكاتب : الحدث 2025-10-10 12:46:15

بقلم ــ نايف العجلاني
----------------------------
يصادف اليوم العاشر من أكتوبر يومًا مهمًا للعالم أجمع، وهو اليوم العالمي للصحة النفسية، يومٌ خُصص لتذكيرنا بأن النفس تلك التي نحملها بصمتٍ كل يوم تستحق منا لفتة واهتمامًا حقيقيًّا. ففي خضم زحام الحياة وضغوطها، ننسى أحيانًا أن العافية الحقيقية لا تبدأ من الجسد، بل من الداخل، من سكون الروح وطمأنينة القلب.

إنّ سلامة النفس هي البوابة الأولى لعافية الجسد، فمتى ما كانت النفس مطمئنة، انعكس ذلك على الجسد صحةً وحيوية. وكما نقول بالعامية “النفسية عال العال”، عندها يبدو كل شيءٍ أسهل وأجمل. وقد أثبتت الدراسات الحديثة في الطب أن كثيرًا من الأمراض العضوية منشؤها نفسي، وأن التوتر والقلق قد يكونان سببًا خفيًا وراء اضطرابات الهضم، وارتفاع الضغط، وضعف المناعة، وحتى آلام العضلات والمفاصل.

تأمل قليلًا: كم من أشخاصٍ استسلموا للمرض لأن الخوف سيطر عليهم قبل أن يفعل الداء؟ وكم من آخرين تحدّوا تشخيصات الأطباء بإيمانهم وثباتهم النفسي فعاشوا أطول مما قُدّر لهم؟ الفرق بينهم لم يكن في قوة الجسد، بل في قوة النفس. إنّ ردة الفعل النفسية أحيانًا تكون أهم من العلاج نفسه، فهي التي تحدد كيف نتعامل مع الموقف، وكيف نرى الأمل وسط الألم.

ولا يخفى على أحد أن التفكير المفرط أصبح وباءً خفيًّا ينهش الراحة من العقول. نسأل أنفسنا كثيرًا: هل التفكير الزائد سيغيّر من الواقع شيئًا؟ ربما ستقول لا ولكن الحقيقة أنه قد يغيّره للأسوأ، ليس في الظروف، بل في صحتنا. فالتفكير القسري يرهق الجهاز العصبي ويؤثر على الهضم والمناعة والنوم. لذلك، قبل أن تُنهك نفسك بالتفكير والقلق فكر هل الامر يستحق التفكير؟

عزيزي القارئ، إن وجدت نفسك عالقًا في دوامة التفكير الزائد، لا تتردد في طلب المساعدة. فزيارة الأخصائي النفسي ليست ضعفًا، بل شجاعة ووعي. لعلّ أول خطوة نحو العافية أن تدرك أن نفسك تستحق أن تُسمَع وتُفهَم وتُعتنى بها.

ابدأ اليوم، وامنح نفسك ما تستحقه من اهتمام، لأن العافية تبدأ من داخلك.