البحر ،،،
بقلم - أريج عزام
كثيرةٌ هي الأماكن التي أتوق للذهاب إليها، و أحُب الاستمتاع بها ، وأقضي جلّ وقتي فيها دون أن أشعر بمرور الساعات حيث يتوقف الزمن معها ، و من تلك الأماكن وأقربها إلى قلبي ونفسي هو البحر ، حيث يأسرني منظره الجميل ، وظاهره الهاديء الأنيق ، وداخله العالم العميق ، تسحرني صورة البحر الأخاذة أثناء غروب الشمس ورحيلها وهما يتهامسان معًا همسات الوداع على أمل اللقاء في اليوم التالي ، أقف أمام ذلك وأشنف سمعي بصوت الأمواج المتلاطمة وهي تزأر غضبًا وسخطًا ، تأخذني أحلامي إلى مالا نهاية ، أطلق العنان بمخيلتي حيث التأمل والتفكر ، أمشي على الرمال الذهبية ، ناعمة الملمس، جذابة المنظر ، حيث يتواجد الكثير من الأطفال الذين يلعبون حولي هنا وهناك ،و منهم من يبني قصورًا بالرمل ومنهم من يهدمها ، وفي الضفة المقابلة يجلس الأهالي لمراقبة أبنائهم. أتأمل الجميع على شاطئ البحر منهم من يمارس السباحة و الغوص ، ومنهم من يمارس الصيد والتجديف ،ومنهم من يجلس صامتًا شاردًا فكره، ومنهم من يمارس اليوجا مترنمًا بصوت الموج ، منتشيًا برائحة البحر والرمل .. إلخ .
البحر من أجمل وأعظم مخلوقات الله ، ليس مجرد منظر طبيعي ، بل هو عالم بحد ذاته يحمل في طياته عوالم أخرى من التفرد والغموض ، ملاذٌ للعقل والهدوء ، رمزٌ للقوة والعنفوان ، مساحةٌ للاستجمام وحشد الطاقات ، مصدر إلهام للكثير من الفنانين والكُتّاب والموسيقيين، مكانٌ حيوي لممارسة الهوايات وخلق روح المغامرة والسباق.
أخذت كوب من العصير البارد وكتابي المفضل وجلستُ قبل الغُروبْ بنصف ساعة أقرأ وأتأمل منظر الغروب وأقول في قرارة نفسي: ما أعظم هذا البحر بما يحويه من أسرار في داخل أعماقه، وما أعظم الخالق الذي أبدع صنعه ، وأبدع صنع كل شيء .
أتأمل في هذا الكيان الرائع الذي يغطي أكثر من ثلثي سطح الأرض .أتأمل منظر القوارب الصغيرة التي تذكرني بالماضي الجميل ، ياله من منظر طبيعي ساحر يعجُّ بالحياة ، له تأثيره الكبير على النفس البشرية ، ياله من كنزٌ ثمين يجب أن نحافظ عليه جميعًا ، إنه البحر الذي سيظل دومًا وأبدًا ملجئي ووجهتي ، وسيبقى دائمًا مصدرًا للجمال والسعادة والطمأنينة .
وكما قال ألفرد هنري فورستر: "دع البحر يحررك من قيود نفسك" .