|

وجهات عسيرية منسية… لكنها تنتظر الاكتشاف

الكاتب : الحدث 2025-10-05 10:26:39

بقلم:  فاطمه البشري

عسير، المنطقة التي باتت اليوم وجهة سياحية بارزة في المملكة، تخفي بين جبالها ووديانها قرى صغيرة ومواقع أثرية ما زالت بعيدة عن عدسات السائحين. هذه المواقع، برغم بساطتها، تحمل تاريخًا عريقًا وملامح طبيعية فريدة تجعلها مؤهلة لأن تكون مقاصد سياحية نوعية، لكنها لم تحظَ بعد بالتسويق الإعلامي الكافي.

في بعض القرى الجبلية القديمة، ما زالت الآثار باقية على حالها، جدران من الطين والحجر تحكي قصة أجيال مضت، وممرات ضيقة تكشف عن أسلوب حياة بسيط لكنه غني بالمعاني. وفي الجبال الوعرة، تنتشر مسارات طبيعية تصلح لأن تكون مواقع مثالية لعشاق الهايك والسياحة البيئية، حيث تجمع بين جمال الطبيعة وروح المغامرة.

ولا يقتصر سحر عسير على طبيعتها وحدها، بل يمتد إلى تراثها غير المادي؛ من الحكايات الشعبية التي ما زال كبار السن يتناقلونها، إلى الفنون العسيرية الأصيلة مثل القط العسيري والألوان الشعبية التي تضيف قيمة ثقافية لأي زيارة. كما أن تنمية هذه الوجهات المنسية يمكن أن توفر فرص عمل جديدة لأبناء القرى، وتساهم في إبراز هويتهم وحماية تراثهم للأجيال القادمة.

ما تحتاجه هذه الوجهات ليس سوى عين تهتم وعدسة توثق، حتى تصبح على خارطة السياحة المحلية والدولية. فهي ليست مجرد أماكن منسية، بل فرص حقيقية للاستثمار في صناعة سياحة نوعية تثري تجربة الزائر وتفتح آفاقًا اقتصادية واعدة للمنطقة وسكانها