الثقافة السعودية.. نحو صورة ذهنية جديدة وتصدير عالمي
بقلم ــ خليل إبراهيم القريبي
يمثل تأسيس جامعة الرياض للفنون خطوة نوعية في مسار بناء الصورة الذهنية الثقافية الجديدة للمملكة، فالثقافة تتحول اليوم إلى لغة عالمية تعكس هوية وطن، وتعيد رسم موقعه على خريطة التأثير الدولي.
إن وزارة الثقافة وهي تؤسس أول جامعة متخصصة في الفنون، تعلن عن توجه استراتيجي يضع الثقافة في قلب منظومة التنمية الشاملة. فالمؤسسة التعليمية الجديدة ستُخرج أجيالًا من المبدعين القادرين على حمل القيم السعودية للعالم عبر المسرح، والموسيقى، والأفلام، والفنون البصرية. هذا المسار يفتح الباب أمام ما يمكن تسميته بـ"التصدير الثقافي"، حيث تتحول الأعمال الفنية والمنتجات الإبداعية إلى أدوات قوة ناعمة تُبنى عليها الشراكات الدولية وتُستقطب بها الاستثمارات.
الصورة الذهنية للمملكة تتسع لتشمل جوانب متعددة، فإلى جانب الاقتصاد والطاقة والمشاريع العملاقة، يبرز البعد الثقافي كرسالة متجددة تؤكد قدرة السعودية على المزج بين الأصالة والمعاصرة. ومع برامج أكاديمية متقدمة وشراكات عالمية، يصبح الإنتاج الثقافي السعودي مؤهلًا للدخول في الأسواق الدولية والمهرجانات الكبرى، بما يعزز من الحضور العالمي للمملكة كفاعل ثقافي مؤثر.
هذا التحول يجعل من التعليم الثقافي منصة استراتيجية تدعم رؤية 2030 وتفتح قنوات للتواصل مع مختلف شعوب العالم. فالثقافة السعودية التي تنمو عبر مؤسسات مثل جامعة الرياض للفنون، تتحول اليوم إلى مشروع وطني للهوية، ورافعة للتأثير، ورسالة مفتوحة للعالم تقول: هنا وطن يكتب فصوله الجديدة بريشة مبدعيه وألحان فنانيه وصورته الذهنية المشرقة.