|

الموتمر الصحفي الحكومي : شفافية تبني الثقة

الكاتب : الحدث 2025-10-01 10:27:06

د.طلال الحربي 


تمضي المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في مسيرة تحول تاريخية طموحة، تلمس آثارها الإيجابية كل قطاعات الدولة ومختلف فئات المجتمع. وفي قلب هذه المسيرة، تبرز "رؤية المملكة 2030" كبوصلة حاضرة ترسم ملامح المستقبل، وتحول المستحيل إلى ممكن، والممكن إلى إنجاز ملموس، والإنجاز إلى تاريخ مشرف يرسخ حضور الوطن المتجدد على الخريطتين الإقليمية والدولية.

وانطلاقاً من أهمية التواصل المباشر والشفافية مع الرأي العام، يأتي المؤتمر الصحفي الحكومي الدوري، الذي تنظمه وزارة الإعلام ممثلةً بمركز التواصل الحكومي، كأحد أبرز الأدوات التي تعكس هذا النهج الجديد في العمل الحكومي. وقد كان المؤتمر الصحفي الحكومي الخامس والعشرون، الذي عُقد مؤخراً في الرياض، نموذجاً حياً لهذا النجاح.

في مستهل هذا المؤتمر، أكد معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، أن هذه المسيرة التاريخية لا تقودها القيادة الرشيدة فحسب، بل يشارك فيها المواطن بكل إمكاناته، مما يعكس مفهوم "المواطنة الشريكة" في صناعة المستقبل. ولم يكن اختيار ضيوف هذا المؤتمر من معالي وزير البلديات والإسكان والفضاء الأستاذ ماجد بن عبد الله الحقيل، وسعادة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعقار المهندس عبد الله بن سعود الحماد، إلا انعكاساً لدقة التوقيت وأهمية المحاور المطروحة، حيث تمحور اللقاء حول التوجيهات السامية لسمو ولي العهد الأمين – حفظه الله – الخاصة بتحقيق التوازن في القطاع العقاري، وإيضاح تفاصيل القرارات التي صدرت حديثاً في هذا الشأن، ومتابعة انعكاساتها الإيجابية على القطاع والاقتصاد الوطني ككل.

إن عقد هذا المؤتمر بشكل دوري، وبمشاركة صناع القرار وكبار المسؤولين، يرسخ عدة مبادئ أساسية:

أولاً: الشفافية والوضوح: فالحكومة – أيدها الله – لا تنتظر حتى تتراكم التساؤلات، بل تسبقها بالمعلومة الدقيقة والبيانات الشافية، كما حدث في شرح تفاصيل القرارات المتعلقة بالقطاع العقاري وآثارها على علاقة المؤجر بالمستأجر، مما يعزز الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.

ثانياً: المساءلة والمتابعة: فالمؤتمر ليس مجرد منصة إعلان، بل هو آلية للمتابعة والتواصل مع المسؤولين مباشرةً من قبل وسائل الإعلام التي تمثل صوت المجتمع، مما يخلق بيئة  بناءة تدفع نحو تحسين الأداء.

ثالثاً: توحيد الرسالة الإعلامية: حيث يوفر المؤتمر منصة موحدة تصل بها المعلومة الصحيحة والرسمية إلى الجميع في وقت واحد، مما يحاصر الشائعات والمعلومات المغلوطة، ويضمن وصول الرسالة كما هي دون تشويه.

وفي هذا الإطار، لا يمكن إلا أن نُشيد بالدور المحوري الذي تقوم به وزارة الإعلام، ومركز التواصل الحكومي على وجه الخصوص، في تنظيم هذه المؤتمرات وإخراجها بالشكل اللائق الذي يعكس تقدم المملكة وتطور أدائها المؤسسي. إن الجهد الكبير المبذول في التخطيط والتنفيذ، واختيار المحاور الحيوية والضيوف المناسبين لكل مؤتمر، هو جهد محل تقدير كل المتابعين والمهتمين.
و الشكر والتقدير لمعالي وزير البلديات والإسكان ، وسعادة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعقار، وجميع منسوبي الوزارة والهيئة، على ما يبذلونه من جهود حثيثة لتحقيق توجيهات سمو ولي العهد الأمين، والسعي الحثيث لتحقيق التوازن في سوق العقار، والذي ينعكس إيجاباً على استقرار المجتمع ونمو الاقتصاد.

يمثل المؤتمر الصحفي الحكومي الدوري نافذة مضيئة في صرح دولتنا الشامخ، تؤكد للعالم أن المملكة، برؤيتها الطموحة وقيادتها الحكيمة ومؤسساتها الفاعلة، قد انتقلت إلى مرحلة جديدة من النضج المؤسسي والشفافية التواصلية، تجعل من المواطن شريكاً حقيقياً في رحلة البناء والتحول، نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً، تحقيقاً لرؤية المملكة 2030.