|

أحد عشر عاماً قيادة حازمة نحو مستقبل مزدهر

الكاتب : الحدث 2025-09-26 09:44:10

بقلم : علي بن أحمد الزبيدي 


في الثالث من ربيع الآخر عام 1436هـ، الموافق 23 يناير 2015م، تسلم خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، ولم تكن هذه اللحظة مجرد انتقال للسلطة، بل كانت إيذاناً بانطلاق مرحلة جديدة من التحولات الكبرى، التي تميزت بالثبات على المبادئ والمضي قدماً في مسيرة التنمية والتحديث. 

خلال الأحد عشر عاماً الماضية، شهدت المملكة سلسلة من الإنجازات غير المسبوقة التي وضعتها في مصاف الدول الرائدة عالمياً، فقد أكد الملك سلمان ومنذ توليه الحكم على ضرورة إصلاح الهياكل الحكومية لضمان كفاءة الأداء، فكانت البداية بإعادة هيكلة مجلس الوزراء وإنشاء مجلسين فاعلين: مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية؛ ليكون هناك اختصار للوقت والجهد في معرفة مكامن الخلل والاحتياج، ولضمان السرعة في اتخاذ القرار والجودة في حلّ المشكلات دون عوائق زمانية أو مكانية.

إنّ هذا الترتيب المؤسسي الجديد كان بمنزلة المحرك الرئيسي لتسريع عجلة القرار والإنجاز، كما تميزت هذه المرحلة بـ "عاصفة الحزم" تلتها "إعادة الأمل" في اليمن، حيث أظهرت المملكة حزماً قاطعاً في حماية أمنها واستقرار المنطقة، مؤكدة على دورها المحوري في قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية.

ويأتي إطلاق رؤية المملكة (  2030 ) عام 2016م، القفزة النوعية الأهم في تاريخ المملكة الحديث، فهذه الرؤية الطموحة، التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - تهدف إلى تنمية مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر غير نفطي، ووطن طموح يتميز بحكومة فعالة، وقد تجسد هذا التحول في مشاريع عملاقة مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر، التي تعيد تعريف السياحة والترفيه والحياة العصرية.

وقد شملت الإنجازات الاقتصادية زيادة الاستثمارات الأجنبية، وتمكين القطاع الخاص، وتنويع مصادر الدخل، مما قلل من الاعتماد على النفط، وفي الجانب الاجتماعي، شهدت المرأة السعودية تمكيناً تاريخياً عبر تعديلات تشريعية وإتاحة فرص واسعة لها في سوق العمل، بالإضافة إلى تطوير قطاعات التعليم والصحة والرياضة والبحث العلمي،وشهدت المدن السعودية طفرة تنموية ضخمة في البنى التحتية، أبرزها مشروع قطار الرياض العملاق.

ولم تقتصر إنجازات هذا العهد على الداخل، بل امتدت لتعزيز مكانة المملكة الدولية، فقد ترأست المملكة قمة مجموعة العشرين ( G20 ) بنجاح، وواصلت دورها الريادي في مكافحة الإرهاب، وتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، وتبقى العناية بالحرمين الشريفين وتوسعة المشاعر المقدسة في صدارة الاهتمامات، تأكيداً على هويتها الإسلامية ودورها كقبلة للمسلمين.

إن المتتبع للإنجازات خلال الأحد عشر عاماً ليدرك أنّه من الصعب أن يحوي مقال في صحيفة كلّ الإنجازات، فالأحد عشر عاماً من الغيث والخير في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز كانت حقبة ذهبية، ترجمت فيها الحكمة إلى حزم، والرؤى إلى واقع ملموس، مدفوعة برؤية ( 2030 ) التي تعد خارطة طريق لمستقبل مشرق، وتميزت هذه الفترة بإصلاحات اقتصادية ومؤسسية واجتماعية جريئة، عززت الأمن، ومكنت الشباب، ورفعت مكانة المملكة لتصبح قوة إقليمية وعالمية مؤثرة يشهد لها القاصي والداني في كل أصقاع الأرض ونحن نرى ونسمع بفخر واعتزاز قيادة المملكة للقرار في كل المحافل المحلية والإقليمية والدولية والعالمية. 

همسة ختام
اللهم احفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ووفقهم لما فيه خير البلاد والعباد، وأدم على المملكة نعمة الأمن والاستقرار والرخاء، واجعل هذه الإنجازات في ميزان حسناتهم.