|

اليوم الوطني السعودي الـ95: احتفال بالوحدة والطموح

الكاتب : الحدث 2025-09-22 09:29:34

بقلم : البروفيسور تركي بن عبدالمحسن بن عبيد 

يُعدّ اليوم الوطني السعودي مناسبة وطنية عظيمة تحتفي بذكرى توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود في الـ23 من سبتمبر 1932م، الموافق 21 جمادى الأولى 1351هـ. وفي عام 2025، تحتفل المملكة باليوم الوطني الـ95 تحت شعار يعكس روح الوحدة والطموح، مستذكرةً مسيرة طويلة من الإنجازات والتحديات التي شكّلت هوية هذا الوطن العريق. في هذا المقال، نسلط الضوء على أهمية اليوم الوطني، تاريخه، ودوره في تعزيز الهوية الوطنية ودعم رؤية المملكة 2030.

تاريخ اليوم الوطني: رحلة التوحيد
بدأت رحلة توحيد المملكة العربية السعودية في عام 1902م عندما استعاد الملك عبد العزيز مدينة الرياض، لينطلق منها في مسيرة طويلة لتوحيد أراضي شبه الجزيرة العربية تحت راية واحدة. وبعد جهود استمرت ثلاثة عقود، أُعلن رسميًا عن قيام المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 1932م بموجب مرسوم ملكي جمع بين الحجاز ونجد وملحقاتها في كيان سياسي موحد. هذا الحدث التاريخي لم يكن مجرد توحيد جغرافي، بل كان تأسيسًا لدولة حديثة قائمة على مبادئ الإسلام، العدل، والاستقرار.

أهمية اليوم الوطني
يُعد اليوم الوطني مناسبة لاستذكار تضحيات الأجداد وجهودهم في بناء وطن قوي ومستقر. إنه يوم لتعزيز الانتماء الوطني بين أبناء المملكة، حيث يتجمع المواطنون للاحتفال بإرثهم المشترك وتاريخهم المجيد. كما يُبرز هذا اليوم دور المملكة كلاعب رئيسي على الساحة الدولية، حيث تُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار العالميين، وتقود مبادرات اقتصادية وتنموية طموحة.

في اليوم الوطني الـ95 يتجدد العهد بالولاء للوطن وقيادته، مع التأكيد على التمسك بالقيم الإسلامية والثقافية التي تميز المجتمع السعودي. كما يُعد فرصة لتسليط الضوء على الإنجازات التي تحققت في ظل القيادة الحكيمة، من تطوير البنية التحتية إلى تمكين الشباب والمرأة، وصولاً إلى تنويع الاقتصاد.

رؤية 2030: اليوم الوطني السعودي 
في ظل رؤية المملكة 2030، التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أصبح اليوم الوطني منصة لعرض التقدم المحرز في تحقيق أهداف هذه الرؤية الطموحة. تشمل هذه الأهداف تنويع مصادر الدخل، تعزيز الاستدامة، وتطوير قطاعات السياحة، الثقافة، والترفيه. مشاريع مثل "نيوم"، "البحر الأحمر"، و"القدية" تُجسد هذا الطموح، حيث تسعى المملكة لتكون مركزًا عالميًا للابتكار والاستثمار.

اليوم الوطني الـ95 يحمل في طياته رسالة واضحة: المملكة لا تعيش على أمجاد الماضي فحسب، بل تبني مستقبلًا واعدًا يعتمد على طاقات شبابها وإمكاناتها الاقتصادية. الاحتفالات الوطنية، التي تشمل العروض الجوية، الفعاليات الثقافية، والمهرجانات، تعكس هذا التفاؤل وتُبرز روح الابتكار التي تميز المملكة.

دور المواطن في الاحتفال باليوم الوطني
يُشارك المواطنون السعوديون في اليوم الوطني بحماس كبير، سواء من خلال حضور الفعاليات الرسمية أو تنظيم مبادرات مجتمعية. تُزين الشوارع بالأعلام الوطنية، وتُنظم فعاليات ترفيهية وثقافية تُبرز تراث المملكة وتنوعها الثقافي. كما تُعد وسائل التواصل الاجتماعي منصة للتعبير عن الفخر الوطني، حيث يتبادل المواطنون التهاني والصور التي تعكس حبهم للوطن.

خاتمة
اليوم الوطني السعودي الـ95 ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو احتفال بالوحدة، الإنجاز، والطموح. إنه مناسبة لتجديد العهد بالولاء للوطن، والعمل معًا لتحقيق رؤية 2030 التي تُعزز مكانة المملكة كدولة رائدة عالميًا. في هذا اليوم، يتشارك السعوديون مشاعر الفخر والانتماء، مؤكدين أن المملكة العربية السعودية، بتاريخها العريق ومستقبلها الواعد، ستبقى منارة للتقدم والازدهار.