شجاعة الأمير محمد بن سلمان: قياده بحجم التحديات
بقلم : محمد بن علي مباركي
أكاديمي وكاتب
تُقاس شجاعة القادة بقدرتهم على مواجهة التحديات، واتخاذ القرارات الصعبة في الأوقات التي يتردد فيها الآخرون. ومن أبرز النماذج المعاصرة التي جسدت هذه الشجاعة في أبهى صورها، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
أثبت الأمير محمد بن سلمان أن الشجاعة لا تقتصر على خوض المعارك أو مواجهة الأخطار المباشرة، بل تتجلى أيضًا في القدرة على التفكير الاستراتيجي ووضع أهداف كبرى. إطلاق رؤية المملكة 2030 مثال بارز على ذلك؛ إذ حملت هذه الرؤية تغييرات جوهرية في بنية الاقتصاد والمجتمع، مع التوجه الجريء نحو تنويع مصادر الدخل، والاستثمار في الإنسان السعودي، ومكن الشباب والمرأة والانفتاح على العالم مع الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم الاجتماعية. ليؤكد حفظه الله أن الشجاعة الحقيقية هي إحداث التغيير مع الحفاظ على الأصالة والاعتزاز بالهوية.
في عالم السياسة والاقتصاد، القرارات المصيرية تحتاج إلى قائد لا يخشى الانتقاد أو مواجهة العقبات. الأمير محمد بن سلمان اتخذ خطوات غير مسبوقة في الإصلاح الاقتصادي، ومحاربة الفساد، وإعادة هيكلة قطاعات حيوية. هذه القرارات أظهرت أنه قائد يضع مصلحة وطنه فوق كل اعتبار.
واجهت المملكة تحديات إقليمية ودولية معقدة، تتعلق بالأمن القومي والسياسة الخارجية. وقد أظهر الأمير محمد بن سلمان حزمًا وشجاعة في الدفاع عن مصالح بلاده، مؤكداً أن السعودية دولة محورية لا يمكن تجاوزها في معادلات المنطقة والعالم. هذا الموقف عزز من هيبة المملكة ومكانتها الدولية. فالبيان الذي أتخذه الأمير الشجاع عندما وقع العدوان الصهيوني على قطر الشقيقة وذكره للعالم تحت قبة الشورى" سنكون مع دوله قطر الشقيقة في كل ما تتخذه من إجراءات ونسخر كافة إمكانياتنا لمسانده قطر "، وأيضا البيان المصاحب بشأن القضية الفلسطينية وقد قال حفظه الله "وحق أهل غزه في أرضها لا ينتزعه عدوان ولا تلغيه تهديدات".
واليوم نشهد بيانا جديدا يخلق واقعا جديدا وتمثل ذلك في بيان سعودي باكستاني " الاعتداء على أي من البلدين هو اعتداء على كليهما"، هي رسالة إقليميه قوية تدعم الأمن والاستقرار وتحول كبير في ميزان القوى الإقليمية وواقع جيوسياسي جديد، ونقلا عن وزاره الدفاع السعودية إن الاتفاقية الاستراتيجية تهدف الى تطوير التعاون الدفاعي بين المملكة وباكستان وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء، وتعزز العلاقة الاستراتيجية بين البلدين. إن هذه الاتفاقية الاستراتيجية تاريخيه وتعتبر نقطه تحول كبيره ذات بعد إسلامي تخلق توازن سياسي دولي وتلجم المعتدي.
شجاعة الأمير محمد بن سلمان ليست مجرد سمة شخصية، بل هي نهج متكامل في القيادة، يقوم على الإقدام والرؤية الواضحة، والعمل الدؤوب من أجل بناء مستقبل أفضل للوطن والمواطن. إنها شجاعة القائد الذي آمن بأن السعودية تستحق موقع الريادة، وأن شعبها قادر على تحقيق المستحيل.
حفظ الله الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده وأسأل الله أن يديم على بلادنا نعمه الرخاء والاستقرار والعزة والشموخ.