|

وها قد بلغت الخامسة والتسعين يا فؤادي

الكاتب : الحدث 2025-09-21 12:56:37

بقلم: محمد بن سعيد آل درمة
 

تحتفي المملكة العربية السعودية باليوم الوطني السعودي لتخليد ذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ولتعزيز مشاعر الوحدة والانتماء والفخر بالوطن لدى المواطنين، بالإضافة إلى الاحتفال بالإنجازات والتطور الذي تشهده بلادنا، وغرس قيم المواطنة في الأجيال القادمة، ويتمّ الاحتفاء سنويًا في ٢٣ سبتمبر من كل عام، بعد أن صدر عام ١٩٣٢م مرسومًا ملكيًا برقم ٢٧١٦ وتاريخ ١٧ جمادى الأولى ١٣٥١هـ، نص على تغيير اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية بدءاً من ٢١ جمادى الأولى ١٣٥١هـ الأول من الميزان، وتشكل هذه المناسبة تتويجًا لجهود الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن التي امتدت لنحو ثلاثين عامًا، حيث تمكن خلالها من توحيد مناطق شبه الجزيرة العربية تحت كيان واحد، ويُصادف اليوم الوطني السعودي الـ ٩٥ هذا العام يوم الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥م، الموافق ١ ربيع الثاني ١٤٤٧هـ، ووفقًا لما هو متبع في كل عام، يعتبر هذا اليوم إجازة رسمية في كافة القطاعات الحكومية والخاصة، ويُمثل مناسبة وطنية ينتظرها السعوديين بفخر واعتزاز، حيث ظلت بلادنا الغالية الحبيبة تحتفي عامًا بعد عام بيومنا الوطني، في ذكرى يوم وطني ليس ذكرى ليوم تحرير من استعمار أجنبي أو استقلال من كيانٍ مغتصب لأرضها ككثير من دول العالم، والمملكة تُعد الدولة العربية الوحيدة التي لم تستعمر قط، بلد نشأت عزيزة شامخة وستبقى عظيمة صامدة في وجه كل عدو وحاقد حتى قيام الساعة بحول الله تعالى.

وإن كان هناك ما يقال في يومنا الوطني المجيد للإحاطة والتذكير لقلة قليلة تكاد لا تذكر هو لبعض أبنائنا النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يسمحون للحاقدين من الأمصار والإخوان وغيرهم من المتردية والنطيحة بالإساءة للسعودية في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ولا يحركون ساكنًا غيرةً وحبًا لوطنهم، طمعًا في رفع أعداد المتابعين والتعليقات، ولا يعلمون أنهم يخسرون أنفسهم وكرامتهم بجعل حساباتهم مرتع للساقطين والمرتزقة، يهاجمون ويشتمون فيه بلادهم وولاة أمرهم وشعبهم وأهلهم، وليعلم هؤلاء الأبواق المرتزقة للشتم والعداء للسعودية، إن اليوم ليس كالأمس وأن السعودية غدت  للسعوديين، هذا هو منهج السعودية الجديد حكومةً وشعبًا، فقد قضينا عقودًا من الزمن نخوض حروبًا ليست بحروبنا ونتبنى قضايا لا علاقة لنا بها ونضحي بمقدراتنا وأموالنا وتطور بلادنا ورفاهية شعبنا من أجل من لا يستحق، سياسة السعودية اليوم وللأبد مصلحتنا أولًا وقضايا الأمة الإسلامية والعربية ثانيًا، والسعودية لن تتأخر ولن تبخل، ومن يتابع سياسات المملكة الخارجية في تعاملاتها مع سائر دول العالم يقرأ ذلك قراءة لا تُخطئها العين، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية خير شاهد ودليل، وهباته للدول الإسلامية والعربية بمليارات الريالات، ومن يشاهد  قنواتنا التلفزيونية القناة الأولى والإخبارية و SBC سيلحظ ذلك جليًا، حيث يغلب على بثها تغطية الشأن المحلي وهموم المواطن بل ونقد الأجهزة الحكومية، والحق أبلج والباطل لجلج والمواطن أحوج، كُن فطنًا من أجل الوطن، لا تكتب ضد وطنك ولا تشارك في هاشتاق يهاجم وطنك ولا تعلق على ما يكتب ليشوه وطنك أو يتطاول على ولاة أمرك، المواطن الواعي الفطن رجل الأمن الأول يحلل ويفكر بشكل إيجابي ما يقرأ ويشاهد ويسمع، ويبادر بالكتابة دفاعًا عن دينه ووطنه وولاة أمره وأهله.

في بلاد التوحيد والعقيدة الصحيحة، لا صنم يُعبد ولا احتفال بمولد ولا ولي يُطلب ولا ضريح يُزار ولا شاهد يُطاف به، ملكها خادم للحرمين الشريفين وشعبها سخي كريم يصنع المعروف ويغيث الملهوف، أما هؤلاء الشامتين الشاتمين لبلادنا فهم يسعون للشقاق والفرقة بين أبناء الشعب الواحد حتى يحل بنا ما حلّ بدول مسلمة عديدة كانت آمنة مطمئنة فتداعوا وخرجوا على حكامهم فذلوا وشردوا وقتل بعضهم بعضًا، اللهم احفظ بلادنا وولاة أمرنا وشعبنا من الأشرار الفجار كلاب أهل النار، وواللهِ لو كان لي أمنية أدعو الله أن يحققها الليلة لتمنيت مقابلة كل أو أحد من رجال أمننا البواسل الذين يضحوا بأرواحهم ودمائهم وراحتهم وحياتهم مع أهليهم من أجل الذود عن وطنهم وشعبهم، أُقابله فقط لأطبع قبلة محبة وشكر وعرفان على جبينه، ولن نوفيهم حقهم ونعطيهم قدرهم.

يقف المواطن السعودي الحر الشريف خلف قيادته قلبًا وقالبًا في المنشط والمكره وفي السراء والضراء، نعم ننتقد نقد بناء ونقترح ونبحث عن فرص التحسين ونسلط الضوء على كل قصور في شؤوننا المحلية، ولكننا نقف وقفة رجل واحد مع حكومتنا وولاة أمرنا في كل ما يخص شؤون وطننا الخارجية، هذا ما تعلمناه وتربينا عليه وندين الله به، وهذا ما يجب أن نكون عليه، فالعالم يضج من حولنا وسهام الأعداء تصوب نحونا، ولا أروع ولا أعذب من عشق تراب الوطن والذود عن مقدساته وطاعة ولاة أمره والعمل والتضحية من أجل أمنه وتقدمه ورفاهية أهله. وتعليم أبناؤنا في المدارس وتربيتهم في المنازل على أن الانتماء والولاء للوطن يُعد اليوم ضرورة قصوى ومن الأولويات لوحدة الدولة واستقرارها، فحب الوطن حب لا يعلوه حب سوى حب المولى عزَّ وجلَّ فحب المصطفى صلَّ الله عليه وسلم.
اللهم احفظ ملكنا سلمان بن عبدالعزيز وزد ولي عهده محمد بن سلمان قوةً ونصرًا وكن له عونًا ومعينًا، وحقق رؤيته يارب ومتعه بالقوة والصحة والعافية، وعزَّ به الدين واعلي به راية التوحيد، اللهم احفظه وسدّد خطاه وبارك له في عمره وعمله وحقق مساعيه ورؤيته ووفقه لما تحبه وترضاه، واللهم أعنه على ماحمل من مسؤولية وعلى خدمة بلاد الحرمين الشريفين وأهلها وأجزه عنّا خير الجزاء.