|
الكاتب : الحدث 2025-09-17 09:20:57

بقلم - عبدالله عسيري

في رحلة الحياة، لا يمكن للإنسان أن يمضي بخطوات واثقة من دون بوصلة تحدد له الاتجاه. تلك البوصلة هي “الهدف”، الذي يمنح للحياة معنى، وللجهد قيمة، وللتعب ثمرة.

إنّ صناعة الهدف ليست رفاهية أو خيارًا ثانويًا بل هي ضرورة تُخرج الإنسان من دائرة العشوائية إلى فضاء التخطيط والإنجاز. 
فالذين يسيرون بلا أهداف يشبهون سفينة تتقاذفها الأمواج بلا ميناء، بينما من يصنع هدفه يعيش في يقين ويقود حياته بإرادته.

وتشير دراسات حديثة إلى أن الأفراد الذين يحددون أهدافهم بدقة يحققون نسب نجاح أعلى في حياتهم العملية والشخصية مقارنةً بمن يسيرون بلا خطة واضحة. كما أن وجود الهدف يرفع مستوى الدافعية الداخلية ويمنح صاحبه قدرة أكبر على مواجهة التحديات والبحث عن حلول مبتكرة.

الهدف يولّد الدافع ويمنح الإنسان القدرة على مواجهة الصعاب ويجعله ينهض بعد كل سقوط لأنه يعرف أن هناك غاية تستحق العناء. 

ولصناعة هدف ناجح يجب أن يكون واضحاً وواقعياً قابلاً للقياس ويعكس شغف صاحبه وقيمه. 

فالوضوح يصنع الطريق والواقعية تحمي من الإحباط والشغف يمدّ بالطاقة بينما القيم تمنح المعنى والرضا.

والأهم أن الهدف ليس مجرد حلم عابر بل خطة تُترجم إلى خطوات صغيرة تُنجز كل يوم. 
فالعظمة تُبنى بالتدريج والنجاح ليس قفزة واحدة بل تراكم محاولات.

اصنع هدفك اليوم قبل الغد ، فالحياة قصيرة والوقت لا ينتظر. ضع بصمتك الخاصة واسعى لما تحب ولا تجعل حياتك نسخة مكررة من الآخرين. تذكّر أن كل إنسان قادر على أن يصنع هدفاً وكل هدف قادر على أن يصنع إنسانًا جديدًا.