شجرة مباركة أصلها ثابت
بقلم ـ محمد بن عبدالله العتيّق
في قلب هذا الوطن المعطاء، تتجلّى أيقونة شامخة في العمل الوطني، عائلة كريمة لم نعرف من أهلها ورجالها إلا الخير والمحبة والتقدير، هي عائلة المشيقح. إنها شجرة مباركة أصلها ثابت في أرض الخير، وفروعها تمتد في السماء، لتثمر كل يوم درسًا في الخلق الرفيع، والأدب الجم، والثقافة العالية، والمواطنة الصادقة.
منذ عهد الأجداد، مرورًا بالآباء، وصولاً إلى الأبناء، ساروا جميعًا على ذات الطريق، تاركين بصمات لا تُمحى. وحينما تُخالطهم، تكتشف أن تواضعهم يسبق علو شأنهم، وأن كلامهم الطيب يجعلك تحسبهم إخوة، فمحبتهم في القلوب هي عطاء من الله.
ولعلّ من أصدق الثمار لهذه الشجرة الطيبة، الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله المشيقح. إنه رجل دولة بامتياز، تسلّم مناصب رفيعة، ونال ثقة ولاة الأمر بتعيينه في مجلس الشورى، وهو امتداد طبيعي لجذوره العريقة في خدمة الوطن، منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مرورًا بأبنائه -رحمهم الله - حتى وقتنا الحاضر .
لقد جسّد الدكتور عبد الرحمن محبته لوطنه من خلال أعمال جليلة، كان آخرها إطلاق وقف تعليمي سخي بمبلغ 8 ملايين ريال في منطقة القصيم، بمباركة من سمو أمير المنطقة الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز. يهدف هذا الوقف إلى إنشاء مدارس متكاملة للبنين والبنات وفق نظام STEM العالمي، الذي يجمع العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، لتعزيز جهود التعليم وتأهيل جيل يواكب متطلبات التنمية المستدامة.
إن هذا الوقف التعليمي المبارك هو امتداد لوقفات الدكتور عبد الرحمن وأعماله السابقة في هذا المجال، ومنها وقف الموهوبين وجائزة التفوق العلمي للموهوبين والموهوبات في منطقة القصيم. إن عطاء هذا الرجل الكريم، المثقف والأديب والاقتصادي، يترجم شغفه بالعلم والمعرفة، ويؤكد أن أمثاله هم من نحتاجهم في هذا الوطن. فحديثي عنه ليس مجرد كلمات، بل هو واقع عايشته، وشهادة حق لرجل يستحق كل تقدير.
وحينما نتحدث عن هذه الأعمال، نستحضر ما قام به من سبقه في العائلة الكريمة، حيث سطر الشيخ عبد العزيز بن حمود المشيقح وابنه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن حمود المشيقح أعمالاً جليلة ومواقف اجتماعية تذكر عبر التاريخ. من هنا، لا نستغرب هذا العطاء من الدكتور عبد الرحمن، فهو سليل هذه العائلة، ونتاج تربية وتعليم لأب وجد لهما من المكارم ما يفوق الوصف.
إن عائلة المشيقح الكرام، الذين سطروا هذه الأعمال عبر السنين، أصبحوا رمزًا للعطاء في كل عمل وطني ومجتمعي نبيل، يستحقون منا كل المحبة والتقدير.