|

دراسة الإعلام بين النظري والتطبيقي ..

الكاتب : ابراهيم خضير 2021-03-17 12:55:28

 إن كل علم لابد أن ينقسم بين النظرية والتطبيق ، وهذا دأب جامعات العالم في تدريس علومها لكن النسب تتفاوت طبقًا لطبيعة العلم المُدرّس في تلك الجامعات  . 
 ولا يختلف الإعلام أكاديميًا عن باقي العلوم؛ لكن المختلف هو تعامل الجامعات مع الإعلام كمادة تدريسية فمنهم من استغنى عن الدراسة التطبيقية و اكتفى بالدراسة النظريه، تاركًا المجال أمام المؤسسات الأهلية أو الحكومية بإعطاء فسحة للطالب أن يُطبق ما تعلمه في كلية الإعلام من خلال العمل في تلك المؤسسات . 

لكن المشكلة ليست في النظري والتطبيقي فقط ، بل في جمود المادة التدريسية و اقتصار  الجامعات عليها   
تلك المادة الإعلامية التي تدرس منذ ستينيات القرن الماضي في بعض جامعاتنا العربية لم تتغير رغم تطور الإعلام المتسارع بشكل لايمكن أن يغفله أساتذة الجامعات أو خبراء الإعلام بمختلف أقسامه  ، هذا الجمود جعل بعض الطلبة أو ممارسي الإعلام يلجؤون للدورات التدريبية والتي تقام في بعض المؤسسات الخاصة بين الحين والآخر ، تلك الدورات التي يمتاز التدريس فيها على منهج متطور تتفوق به الدراسة التطبيقية على النظريه،  بعكس ماندرسه في كليات الإعلام بل إن بعض مشرفي هذه الدورات هم أساتذة في كليات الإعلام أصلا لكنهم لا يُدرسون المنهج الذي درسوه للطلبة في الحرم الجامعي  !!!  ومن هنا نطرح جملة تساؤلات 
مالذي يجعل جامعاتنا تتشبث بالكلاسيكية في عصر تطور الإعلام وتعدد أقسامه ؟
أليست هذه الكلاسيكية تجبر الطالب أو الهاوي أو الممارس على اللجوء لمؤسسات أهلية ودورات تجارية قد تُعطيه المعلومة بسلاسة أكثر وبوقت زمني أقل ؟

لماذا تطور الإعلام في المؤسسات الخاصة بسرعة البرق فيما يمشي هذا التطور في مؤسساتنا التعليمية بخطوات خجولة علما أن هذه المؤسسات تملك الإمكانية لذلك التطور وقد تنافس المؤسسات الخاصة لو أخذ الأمر بشكل جدي وبخطة محكمة وسريعة ؟
هل لاحظ أساتذة الإعلام الكلاسيكي أن معظم مشاهير الإعلام هم خارج عباءة كلية الإعلام  ، و أن كليات الإعلام في بعض جامعات المنطقة العربية تعاني من الرتابة التدريسيه والتي تمنع الطالب من الحصول على أي مهارات اعلامية قد تنفعه بعد التخرج ؟ 
..إن مهارات الإعلام أهم من شهادة التخرج التي تركز عليها الكليات فهي المحدد والفاصل في إيجاد فرصة العمل التي يبحث عنها طالب الإعلام بمختلف أقسامه  ، وإن عدم مواكبة جامعاتنا للتطور الهائل في مجال الإعلام خصوصًا الإعلام الإلكتروني يُفقد دراسة الإعلام من أي محتوى نافع وإن ابتعاد الجيل السابق من الأساتذة عن الإعلام الإلكتروني و اتهامه بعدم الرصانة والمهنية ليس حلًا فإن الإعلام لا يختلف عن باقي علوم الحياة والتي تتطور بين ليلة وضحاها وقد آن الأوان أن تأخذ تلك الجامعات التي علمتنا أبجدية الإعلام في الماضي دورها الذي تستحق في عصر الديجتال ميديا .