لحظات مؤجلة في انتظار الظروف المثالية

🖋بقلم : نايف العجلاني
--------------------
من الشائع أن نؤجل لحظات حياتنا المُهمة بحجة الظروف، فنربط السعادة وتحقيق الأحلام بتوقيت معين أو بمرحلة مستقبلية غير مضمونة ، نجد من يقول : “سأسافر عندما أتقاعد”، “سأمارس هوايتي عندما يكبر أبنائي”، أو “سأبدأ مشروع أحلامي عندما تتحسن الظروف المالية”، لكن الحقيقة الصادمة أن الحياة لا تنتظر، وكل لحظة نؤجلها هي جزء من عمرنا الذي لن يعود ، نعيش في وهم أن الظروف المثالية ستأتي يومًا ما، لكن في الواقع، لا يوجد وقت مثالي لكل شيء، فكل مرحلة عمرية تحمل ظروفها ومتطلباتها، وإذا لم نتعلم كيف نستمتع بالحياة رغم تحدياتها، فقد نجد أنفسنا نصل إلى تلك “اللحظة المثالية” لكن دون الحماس أو القدرة على الاستمتاع بها كما كنا نتخيل ، على سبيل المثال، ما كنا نستمتع به في الطفولة قد لا يحمل نفس النشوة في الكبر، وما كنا نطمح إليه في العشرينات قد لا يكون بنفس الجاذبية عندما نصل إلى الأربعينات أو الخمسينات ، عندما نؤجل سعادتنا، فإننا نحرم أنفسنا من التجربة العاطفية التي تأتي مع اللحظة. السفر في مرحلة الشباب مختلف تمامًا عن السفر في مرحلة التقاعد، فالشغف والحيوية والقدرة على خوض المغامرات قد لا تكون بنفس القوة لاحقًا ، وكذلك الحال مع ممارسة الهوايات، بدء المشاريع، أو حتى قضاء الوقت مع الأحبة ، العمر والزمن لا يؤثران فقط على الجسد، بل على المشاعر أيضًا، فقد تتغير اهتماماتنا، وقد لا نجد نفس المتعة التي كنا نبحث عنها عندما يحين الوقت الذي كنا ننتظره ، حاول ألّا تنتظر الوقت المثالي، بل استغل اللحظة المتاحة ، لا تحتاج إلى ميزانية ضخمة للسفر، ولا إلى وقت فراغ كامل لممارسة هوايتك ، ابدأ بخطوات صغيرة وستجد نفسك تحقق ما تريد ..
ختامًا عزيزي قاريء هذه الحروف : أرجوك لا تؤجل حياتك حتى تتحسن الظروف، لأن الحياة لا تتوقف بانتظارنا ، عش اللحظة، استمتع بما لديك، وافعل ما تحب رغم كل التحديات ، فالسعادة ليست محطة نصل إليها، بل هي رحلة نعيشها في كل لحظة .