تعليمنا .. ووضعنا الحالى يحتاج مكاشفة بوعي ..!

بقلم / فاطمة محمد مبارك
تسعى "رؤية ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه 2030" إلى إحداث نقلة نوعية كما خُطط لها في التعليم لتحقيق تنمية مستدامة قائمة على المعرفة والابتكار وتركز هذه الرؤية على تطوير المناهج، تمكين الكوادر التعليمية، وتعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم، بما يضمن إعداد أجيال قادرة على قيادةالمملكة نحو مستقبل أكثر إشراقًا ، ورغم أن القطاع التعليمي في المملكة يسير بخطى ثابتة نحو التقدم،محققًا تحولاً جوهرياً ونجاحات متتالية،من تطوير المناهج تعزيز ثقافة التعلم المستمر، إدراج مهارات التفكير النقدي، الإبداع،والابتكار ، الاستفادة من التكنولوجيا ،التعلم المستمر، إلا أنه لا يزال يواجه بعض التحديات من أبرزها قضية نظام الفصول الثلاثة والإجازات المطولة وتأثيره على الطلاب وأسرهم، فعلى الرغم من فوائده المُعلنة، إلا أنه أظهر سلبيات عديدة أثرت على الأجيال الصاعدة والأسر ويتجلى هذالتحدى الكبير في"شهر رمضان الكريم"هذا الشهر الفضيل الذي يتطلب تغييرًا في أنماط الحياة اليومية من الصيام ،القيام ،وقراءة القران وكذلك الأجواء العامة المجتمعية والتجمعات العائلية بالأضافة إلى كثافة البرامج الأعلامية والترفيهية ،كل ذلك أدى الى غياب الطلاب الجماعي في ظاهرة متكررة سنويًا ،هذا الأمر لا يمكن اعتباره مجرد سلوك عابر، بل مؤشر على أن النظام التعليمي الحالي قد لا يكون متوافقًا مع متطلبات الحياة العصرية بل وقد يتداخل مع هويتنا الدينية والثقافية ، وبناء عليه يجب إعادة النظر في سياسات الدوام المدرسي بشكل جذري، بحيث يُحترم الجانب الديني والاجتماعي للطلاب والأسر دون المساس بجودة التعليم ومن الحلول الممكنة الاعتماد بشكل أكبر على التعليم الإلكتروني،بحيث يتمكن الطلاب من متابعةدروسهم في أوقات مرنة تناسب ظروفهم ،تقليل عدد أيام الدوام المدرسي خلال شهر رمضان، تخفيف المناهج الدراسية مع التركيز على أنشطة خفيفة ومراجعات بدلاً من الدروس المكثفة ،تعزيز التعليم الذاتي المرن من خلال توفير الموارد التعليمية عبر الإنترنت، مثل مقاطع الفيديو، المحاضرات المسجلة، والاختبارات الإلكترونية هذا النهج يمكن أن يخلق بيئة تعليمية ملهمة تعزز الإبداع وتنمي شغف التعلم ،
(وفي الختام) : أن بناء نظام تعليمي متكامل ليس مجرد هدف أكاديمي، بل مسؤولية وطنية تمهد لجيل مبدع وواع ،وقرارات وزارة التعليم يجب أن تراعي تحقيق التوازن بين جودة التعليم ومتطلبات الحياة الدينية والاجتماعية، لضمان بناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات العصربثقة ووعي محققه لتطلعات الوطن .