عناد المرأة .. يهدم البيوت السعيدة

بقلم / علي بن أحمد الزبيدي
العنادُ سِمةٌ إنسانية لا تقتصر على جنس، لكن حين تتلبس بالمرأة في إطار الزواج، يصبح تأثيره موضوعًا جدليًّا. فالعناد يُشعل نار الخلافات ويُذكي جذوة الفراق، ويهدم أسراً ويشتت شملاً ، وقد حذّر القرآن الكريم من خطر العناد والتصلب في الرأي، خاصة حين يعيق سبيل الحكمة والعدل في أكثر من موضع للدلالة على خطر العناد وأثره على الفرد والمجتمع وفي سياق العلاقات الأسرية ووجوب طاعة المرأة لزوجها يقول تعالى : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ } الآية (النساء: 34) .. حيث وصف الله المرأة المطيعة بالصالحة القانتة الحافظة لغيب زوجها والمدح للموافق يقتضي الذم للمخالف كالتي تعاند زوجها ولا تطيعه ولا تحترمه ، فالواجب على الزوجة طاعة زوجها في المعروف، ومعاشرته بالمعروف؛ لأن حقه عظيم، وقد قال الله جل وعلا : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء:19] وقال سبحانه : (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228] وأوصى النبي ﷺ المرأة بالسمع والطاعة لزوجها، وقا: (إذا باتت المرأة وزوجها ساخط عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح) ، وفي لفظ آخر : (كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها زوجها) فالأمر عظيم والخطر كبير، وعلى المرأة السمع والطاعة، والكلام الطيب، والمعاشرة الحسنة في المعروف فيما أباح الله وشرعه ، وليس لها عصيان زوجها ولا تكديره وإيذاؤه لا بالكلام ولا بالفعال ، أنّ العناد قد يهدم البيوت، فقال: «أيما امرأة سألت زوجها طلاقًا من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة» (رواه الترمذي)، إشارة إلى أن إصرار المرأة على مطالبة غير مبررة قد يُفقدها بركات الزواج ، فسؤال الطلاق من غير علة ومن غير بأس لا يجوز ، ومن جهة تُظهر دراسات في علم النفس الأسري أن العناد المفرط يرتبط بتراجع التواصل الزوجي، إذ يُغلق الأبواب أمام الحوار البنّاء ، فإصرار المرأة على رأيها دون مرونة قد يُشعر الزوج بالإهمال، مما يزيد التوتر ويُضعف الترابط ويحوّل الحياة الزوجية إلى جحيم ، وقد عالج القرآن عناد المرأة وأسماه نشوزاً بخطوات تتسم بالحكمة، كما في قوله تعالى : ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ (النساء: 34)، حيث تُوجه الآية إلى حل الخلاف بالحكمة، لا بالعناد المتبادل ولو كان الرجل مأموراً بطاعة الزوجة لكانت هناك آية تبين طريقة التعامل مع نشوز وعناد الزوج ،
(همسة الختام) :
الزواج الناجح يحتاج إلى طرفين متفاهمين متعاونين وكما يجب على المرأة أن تطيع زوجها ولا تعانده يجب على الرجل أن يعامل امرأته بالحسنى عملاً بقوله تعالى:﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (النساء: 19)، والعناد المُهلك من كلا الطرفين يناقض "المعروف"، بينما الإصرار الواعي يُبنى على العدل. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن باللعان، ولا بالطعان، ولا الفاحش، ولا البذيء» (رواه الترمذي)، فالعناد يُخرج الإنسان من دائرة الأخلاق الإيمانية ويكون سبباً في نشوء المشاكل الأسرية .