تحقيق النتيجة .. مسؤوليتك دائمًا

بقلم : فريال الوادعي
---------------------
تمخر بنا الحياة إلى شواطئ متفرقة لتضعنا أمام خيارات مصيرية ومواضع مسؤوليات ملحة (بتضعيف الحاء وفتحها) تحتم علينا اتخاذ القرارات السليمة زمانًا ومكانًا ، قد لا يكون للأمر عائق جلي في حالات عدة، إلا أنه وفي حال المسؤولية الحتمية فإن اتخاذ القرار مصير لا مفر منه، وهنا يظهر مدى قدرة الشخص على اتخاذ القرار ومدى شجاعته ومدى تحمله لتبعات ذلك، حتى وإن كان خلف الكواليس من يجهل أهمية ذلك الاختيار لبعده عن تصور واقع الحدث وأهميته ، ولأن القرار قرارك فستواجه لأجله بعض المعارضة أو المعاضلة ما سنحت عليك الفرصة، إلا أن مسؤوليتك الحقيقة وصدقك في اتخاذ القرارات أهم دون النظر لظروف أخرى قد تجعلك تتنصل من حتمية خيارك ومعرفتك الحقة بصحة ذلك الخيار وأثره الإيجابي ، فليكن الثبات على الخيار هو مواجهتك الحقيقية في المعالجة العقلية للموضوع من كل جوانبه إن كان يستحق، فالنبي صلوات ربي عليه وسلامه في غزوة أحد أمر مقاتليه أن يلزموا جبل الرماة ولا يغادروه. إلا أنه حدث ما حدث من نزول الجند بغية الغنائم متناسين وصية النبي وأمره ، ما حدث لم يؤثر على ثبات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما كان النصر إلا ثباته كالطود الشامخ وقلة من الأبطال حوله، لينتصر ببقائه منتصبًا لا ببقاء جنده يعتلون الجبل حراسة .. ومن هنا فليس بالضرورة أن تكون خياراتنا وقراراتنا خاطئة، ولكن تبعات وكواليس المشهد فيما بعد قد تؤثر على الأحداث أو تجرها إلى غير مجراها ، وكم من قرارات نتخذها بعزم ونحن نعلم تبعاتها السلبية إلا أننا نولي صدقنا وأمانتنا والمصلحة الحقيقية غير الموهمة الأهمية الكبرى، لأننا نؤمن بأن اتخاذ أصح الخيارات - مهما كلف الأمر - مسؤوليتنا كأصحاب قرار فعليين ، وهذا ما جاء في قانون جيلبرت Gilbert Law الذي ينص على: "عندما تتولى مهمة ما فإن العثور على أفضل الطرق لتحقيق النتيجة المرغوبة مسؤوليتك دائمًا" ..
أضيف على ذلك : مهما كلف الأمر ومهما كان إدراك الآخرين أقل وعيًا تجاه صحة ذلك القرار، ما داموا ليسوا جزءًا من نسيج الحدث وممن لا يستدعي الأمر مشورتهم .