|

لا تستغفلوا الناس بالحُريات‼️

الكاتب : الحدث 2025-03-14 02:54:28

بقلم: د/ سلمان الغريبي
----------------------


نعم .. مات أبو جهل‼️
وعاش الجهل يتيماً حُقبةً من الزمن ، حتى تبناه قِلةٌ من سفهاء هذا الزمن الذين إستغفلوا الناس بالحريات المغلوطة لإقناعهم بها وهم يعلمون حق اليقين أنهم كاذبون مكشوفون للعيان وحرياتهم المزعومة لأغراض سيئة في نفوسهم ، وأصبحوا من عَماهُم لا يُفرقون بين الحريات المُتزنة بالعلم والأدب التي حددتها أنظمة الدولة وفرضت على من يخالفها قيود مُشددة من سجن وغرامات باهظة جزاءً لهم وردعاً لأمثالهم ، والحريات المُفرطة المغلوطة بالجهل والتهور والإستهتار والغباء وقلة الحياء وسوء الأخلاق والعنصرية والتلاعب بالأحساب والأنساب وينسبون لأنفسهم ماليس بهم دون وجه حق ومخالفة صريحة لأنظمة الدولة وقوانينها والتي يسلكها قِلةٌ قَليلةٌ من المُغيبين الجهلاء والسفهاء الأغبياء ، هؤلاء لا يعرفون قيمة الحرية ولا يعرفون كيفية استعمالها ، بل يعتبرون الحرية هي الإستسلام للإنحطاط والإنحلال والتشبث بالسفاهة والجهل والغباء ، ويعتقدون أنهم أحرار إذا ما استطاعوا التعبير عن أنفسهم بالشكل الذي يريدون ، حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين أو على حساب المبادئ والقيم والأخلاق والثقافة التي عاشوا عليها ، ولكن الحقيقة هي أن الحرية ليست الإستسلام للإنحطاط والإنحلال ، بل هي القدرة على التعبير عن النفس بالشكل الذي يخدم المجتمع ويعزز القيم والأخلاق والثقافة ، ويعزز الحريات المُتزنة بالعلم والأدب دون كذب أو نفاق أو رياء ..!
فليحذر .. هؤلاء السفهاء الأغبياء من أنفسهم ، وليحذروا من أن يؤدي جهلهم وغبائهم إلى الإضرار بالآخرين أو بالمجتمع كَكُل ، وليسعوا لِتعلُم معنى القيم والمبادئ والأخلاق والثقافة ، وليسعوا لِتعلُم كيفية استعمال الحرية بالشكل الصحيح الذي يجب علينا جميعاً التحلي به .. الحرية في الإسلام دين وحكمة وعلم وأدب مقرونة أولاً وأخيراً بتقوى الله ومخافته وعدم الإضرار بعباد الله من باب السلطة والإعلام والإقناع المُستتر بأكاذيب وشعارات هُراء ما أنزل الله بها من سلطان .. والرؤية الحقيقية الإسلامية للحريات تؤكد أن الحرية ليست صكاً ممنوحاً لفلان وفلان يتحكم فيها كيفما شاء ، ولكنها أمانة من رب العباد وتحتاج إلى مجاهدة ووعي والتزام وخوف من الله ، فهي أمانة بمعناها الحقيقي الأخلاقي ، وليست مجرد القدرة التكوينية للشخص على ارتكاب الخير والشر ، والتفرقة بين البشر بسببها ، وأمانة الحرية مرتبطة بأمانة الاستخلاف ، وكما أشارت آيات في القرآن الكريم خاصة سورة "البينة" فالإنسان ما كان له أن ينفك عن قيود العبودية يقول تعالى : (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة (1) رسول من الله يتلو صحفا مطهرة (2) فيها كتب قيمة (3) وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة (4) وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة (5)) صدق الله العظيم .