الاحتفال بيوم العلم رمز للوحدة والهوية الوطنية ..

علي بن أحمد الزبيدي
----------------------
في خطوة تعكس عُمق الارتباط بين الأرض والإنسان، أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في عام 2023م أن يوم 11 مارس من كل عام سيكون يومًا خاصًا للاحتفاء بيوم ( العلم السعودي) تقديرًا لقيمته الرمزية كأحد أبرز مظاهر السيادة والهوية للدولة، وشاهدًا على مسيرة التوحيد والبناء التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله. ثراه - ومن بعده أبناؤه الملوك ، يأتي هذا اليوم لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم الفخر بالرمز الذي يجسد وحدة المملكة العربية السعودية وارتباطها بعقيدتها الإسلامية وتراثها العريق ، إنّ تاريخ العلم السعودي يمتد لأكثر من ثلاثة قرون، حيث ارتبطت تصميماته بتطور الدولة السعودية عبر مراحلها الثلاث. فمنذ عهد الدولة السعودية الأولى (1744–1818م)، حمل العلم اللون الأخضر — لون الإسلام والخصوبة — مع عبارة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) كرمز للدعوة الإصلاحية التي انطلقت من قلب الجزيرة العربية، وفي عهد الملك عبد العزيز، توحد العلم بشكله الحالي عام 1937م، مضيفًا السيف العربي أسفل الشهادة، رمزًا للقوة والعدل، مؤكدًا أن الحكم في السعودية يقوم على كتاب الله وسنة رسوله ، وكل عنصر في العلم السعودي يحمل دلالة عميقة :
فاللون الأخضر : يرمز إلى لون الحياة والنماء في الصحراء ..
وكلمة التوحيد : تجسيد للهوية الإسلامية التي تقوم عليها الدولة، وتذكير دائم بالثوابت العقائدية ، والسيف المسلول دليل على القوة والمنعة، وضرورة الدفاع عن الحق والعدل ، هذا التصميم الفريد يجعل العلم السعودي الوحيد في العالم الذي لا يُنكَّس في المناسبات الحزينة أو الأحداث الدولية احترامًا لوجود الشهادة عليه، وفقًا للأنظمة السعودية،
وتحتفل المملكة بيوم العلم عبر فعاليات متنوعة تبرز مكانته في النفوس: كرفع العلم وتزيين المباني الحكومية والخاصة والأحياء بالعلم السعودي ، مع تنظيم احتفالات رفع العلم في المدارس والمؤسسات ، كما تقام الفعاليات الثقافية وتنظم المحاضرات والعروض المرئية التي تسلط الضوء على تاريخ العلم ودوره في توحيد المملكة ، وهناك أيضاً الأنشطة التفاعلية والتي تُطلق من خلال الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي بمشاركة المواطنين، مثل نشر الصور مع الهاشتاقات ، وفي المدارس من خلال الأنشطة والبرامج التعليمية والترفيهية والتثقيفية ..
(همسة الختام) :
يوم العلم السعودي ليس مجرد احتفال سنوي، بل هو تجديد للعهد مع الوطن، وتذكير بأن الراية الخضراء التي حملها الأجداد في معارك التوحيد ستظل ترفرف عاليًا بجهود الأبناء ، إنه يومٌ لنسج القيم في قلوب الأجيال، ولتكريس الانتماء إلى أرضٍ حملت مشعل الحضارة والإسلام إلى العالم .