عَلَم خفاق لا يُنكس ..

بقلم/ محمد بن سعيد آل درمة
----------------------
يوم العَلَم مناسبة وطنية تحتفل فيه المملكة العربية السعودية بالعلم السعودي كل عام ، بعد الأمر الملكي الكريم عام ٢٠٢٣ ، بأن يكون يوم ١١ مارس من كل عام يومًا خاصًا بالعلم السعودي ، وهو التاريخ الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله العلم بشكله الحالي شعارًا للبلاد ورمزًا لقيم التوحيد والعدل والقوة والنماء والاستقرار والرخاء ، نستذكر في هذا اليوم من كل عام فخرنا برمز هويتنا الوطنية واعتزازنا بالقيم الراسخة التي يحملها في مضامينه ، والتي ترتكز عليها المملكة العربية السعودية ، وشهد عَلَم المملكة تغيُّرات عدة خلال الـ ٣٠٠ سنة الماضية ، ويُعدُّ شعار السعودية على علمها رمزًا للحاكم والدولة والشعب ، إذ إن له دلالة واحدة يتفق عليها الجميع ، وهي الدلالة الدينية وبه عمود الإسلام ، وهو التوحيد بالله عزَّ وجلَّ ، وأول أركان الإسلام وهي الشهادتان ، ودلالة شعار عَلم المملكة العربية السعودية دلالة دينية ثم وطنية ، لونه أخضر وتتوسطه الشهادتان (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ، مكتوبة بخط الثلث العربي ، وسيف مسلول ، ويدل السيف على الصرامة والقوة في تطبيق العدل ، بينما تدل الشهادة على الحكم بالشريعة الإسلامية للدولة ، ولا يتم تنكيس العَلَم السعودي أو إنزاله إلى نصف السارية في حالات الحداد أو الكوارث والأحداث الكبيرة التي تُعبّر عن موقف الدولة والمراسم الدولية ، كما أنه يحظر ملامسته الأرض والدخول به لأماكن غير طاهرة أو الجلوس عليه، وذلك لما يحمله من دلالة دينية ووطنية ، وهو العلم الوحيد الذي لا ينكس في العالم أجمع ، وقد رفرف العَلَم السعودي منذ الدولة السعودية الأولى ، وكانت تسمى فيه إمارة الدرعية ما بين ١٧٥٠ و ١٨١٨م ، ومع بداية رحلة الملك الموحد لنجد والسيطرة عليها اعتمد العَلَم السعودي ، وقد أزال الهلال واستبدله بكلمة (لا إله إلا الله) على عَلَم أخضر كامل ، وكتابة الشهادة بالخط الأبيض ، مع وجود مساحة بيضاء على يسار العَلَم. وهو ما يعرف بعَلَم إمارة نجد منذ دخول الرياض عام ١٩٠٢ حتى ١٩٢١م، وخلال رحلة الملك عبدالعزيز وضم العديد من المقاطعات ، أصبحت البلاد تُعرف بمملكة نجد منذ عام ١٩٢١ حتى ١٩٢٦م ، وتم تغيير العَلَم وأصبحت كلمة (لا إله إلا الله) كبيرة على المساحة الخضراء ، وكذلك الجزء الأبيض الطولي يمين العَلَم ، كما أضيف السيف الأبيض أسفل كلمة التوحيد ، أما المرحلة الرابعة للعلم السعودي فتم فيها إزالة السيف ، وأصبحت الراية الخضراء محاطة بلون أبيض ، تتوسطها كلمة التوحيد باللون الأبيض ، ورُفعت هذه الراية منذ عام ١٩٢٦ حتى ١٩٣٢م تحت اسم مملكة نجد والحجاز ، لتبدأ المرحلة الخامسة والمهمة في تاريخ العَلَم السعودي منذُ إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية في عام ١٩٣٢م ، إذ أصبح العَلَم أخضر بالكامل ، وكُتبت عليه كلمة التوحيد بشكل كامل باللون الأبيض ، وأسفل كلمة التوحيد السيف الأبيض ، ويكون السيف نهايته مع بداية كلمة التوحيد ، وأخيرًا كانت المرحلة السادسة للعَلَم السعودي في عهد الملك فيصل رحمه الله عام ١٩٧٣م على يد حافظ وهبة ، الذي صممه من قبل ، وأدخل عليه بعض التعديلات البسيطة في مقاسات العَلَم وكلمة التوحيد ، كما غيّر بداية ونهاية السيف الأبيض ، إذ أصبح المقبض أسفل بداية كلمة التوحيد ، وينتهي بنهايتها نحو السارية كناية عن انتهاء القتال، وأصبح رمزًا للقوة والمنعة .. وفي عام ١٩٧٣م اعتمد الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله العلمان الحاليان لملك المملكة العربية السعودية وولي عهده ، وهما علمان خاصان بهما ، وعَلم الملك يطابق العلم الوطني في أوصافه ، ويطرز في الزاوية الدنيا منه المجاورة لعمود العلم بخيوط حريرية مذهبة شعار الدولة ، والسيفان المتقاطعين تعلوهما نخلة، وعلم ولي العهد يطابق العلم الوطني في أوصافه ، ويطرز في الزاوية الدنيا منه المجاورة لعمود العلم بخيوط من الفضة بشعار الدولة ، والسيفان المتقاطعين تعلوهما نخلة ، ويسمو علم المملكة العربية السعودية خفاقًا شامخًا في سماء الوطن وجميع دول العالم منذُ رفعت أول راية قبل ثلاثة قرون، حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين بلاد التوحيد، وأدام عليها أمنها وأمانها وعزها واستقرارها، وحفظ ولاة أمرها الطيبين المخلصين وشعبها السعودي الوفي العظيم.