بقلم/ حنان محمد الثويني
----------------------

منذ أن قامت الدولة السعودية على خارطة هذه الأرض وهي تشُقُ الطرق ، وتحطّم الصخر ، وتبني الفلا ، وتضيءُ الظلام ، وتُسلِّح الإنسان الذي ينتمي إليها بسلاح العلم والاحترام ، والمعرفة والإنسانية ، وتُهيء لهُ سبل الرفاهيةِ والسعادة ، وترسمُ طريق العيش الرغيد ، وتُرسي قواعد الأمن والأمان ، ولا تلتفت للناقدين ولا الحاسدين ، ولا تُرخي سمعاً للنابحين، واتخذت على نفسها عهداً بالتحدي حتى يُقال 
(ياللهول ..كيف صار ذلك )!!؟
نعم قالوا : بلاد البدو ناطحت الحداثة والتطور ، وتفوقت على بُلدانِنا وقد سبقناها بعشرات السنين ..!
والآن بلادي تقول لهم : 
أجل.. في وقتٍ وجيز أنجزت وصرت قدوة لمن يرغب في محاكاة نجاحي ! مرت الأيام والأيام وانتهت السعودية من تشغيل مترو الرياض ،
مترو الرياض أيُ تعبيرٌ يوفّي ، وأيٌ كلمات تكفي ، وأي شيء يُحكى أو يُقال؟؟ إنه ليس مجرد مترو ! أرأيتم الجمال والترتيب والأناقة والفخامة والخدمات المتوفرة ؟
أرأيتم الطول والمسافة والسرعة؟ (ماشاء الله)
أرأيتم الأعداد الهائلة التي تستقله كل يوم !
إنه ليس مجرد مترو ، بل حديقةٌ يستقلها مئات البشر المواطنون والأجانب ، وتزدهر فيها الحكايات والأحاديث والقصص ودعوات التعارف والتآخي ، والتقاط الذكريات والصور ، وتُزمجر فيها الضحكات وتُغمغم في أُذنيها الهمسات ، ويسرق من خلابتها النظراتُ والانتباه إنه ليس مجرد مترو ، بل دقائقٌ من المرح، من السعادة، من الاستجمام والانسجام من الأُنس .. من اللذاذة ، أنا لا أراه مترو بل (حديقةٌ في مقطورة)! .