|

" عدلٌ ؛ يُمهل و لا يُهمل "

الكاتب : الحدث 2025-01-15 07:47:25

بقلم : فاتن العقاد
----------------------


عدتُ بعد تأخير وطول غياب ، ولكني أرى بأن أعود متاخرًا خير من ألا أعود أبدًا .. أكتبُ حينما تستثير عاطفتي و مشاعري بعض المواقف، أو الأحداث ، أو الظروف، فالحرائق الحاصلة في تلك المنطقة من العالم؛ أثارت فيني الكثير من المشاعر الحبيسة بداخلي .. 
 صورٌ جمة رأيتها لتلك الحرائق الحاصلة هذه الفترة، وفي نفس اللحظة تراءت أمامي صور حروبٍ لبعض الدول العربية، سواء كان مصدر الحرب داخلي (فتن مزروعة)، أو مصدر الحرب خارجي.
(قبل و بعد) هذا النوع من الصور يجمع وضعين مختلفين لذات واحدة، المتأمل في صور الحروب (قبل وبعد)، يستطيع أن يلاحظ قوة الشبه بينها و بين صور المناطق المتعرضة للحرائق (قبل و بعد)، و التي أشعلتها الطبيعة كما يصفها البعض. 
الطبيعة تغضب! لا تغضب بذاتها، فهي مخلوقة لا تملك ضرًا ولا نفعًا ، وإنما خالقها هو من أمرها ، و أمره فيها و في كل شي نافذ "إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ".. 
(قبل و بعد) صور الحرائق و تجسيدها لغضب الطبيعة، (قبل و بعد) صور الحروب و تجسيدها للتدمير، كلها كلها كلها تمثل حياة البشر (قبل وبعد).
العلاقات اليوم إن لم تؤسّس وتبنى على السلام كأساس و أصل لها، سواء كانت علاقات قريبة، أو بعيدة أو حتى مصالح مشتركة، فمصيرها والله أعلم إلى "الطريق المنحدرة" (مثلما يصف موجه الطريق في خرائط قوقل).
"الطريق المنحدرة" لا يهوي فيها إلا ذوي النية السيئة و المتقلبة بحسب الحاجة و المصلحة، تنحدر بهم إلى مهاوي الردى ، و إن لم يستوعب؛ فلا محالة " تجيه مطبّله" مثلما يقال بالعامية، بمعنى تنهال عليه المشاكل و المصائب، فمن حكمة الله ألّا يبقى الظلم قائمًا دون تعديل أو دون إرجاع الحقوق. 
لا يشترط في الحياة و الطبيعة أن تُرَد الحقوق بشكل صريح و واضح، أو بشكل متطابق ، ولكن من المؤكد أنها سترد وبلا أدنى شك .. 
العلاقات اليوم مخيفة كالظلام، نمشي فيه ولا نعلم ما ينتظرنا في الخطوة القادمة، قد تكون الخطوة القادمة مؤلمة، أو قد تكون جارحة، أو حتى كاسرة أو مميتة.
ولتفادي خطوات المجهول في الظلام ، ينبغي علينا حمل شعلة ضوء تنير لنا الدرب لنستبين خطواتنا القادمة، كذلك المؤمن يحمل مشعله في قلبه، ليستنير به في دروب الحياة، يتزهّب بثقته بالله و بنيّته الطيبة، يتحصن بأذكاره و أوراده، يستعين بالله في كل أمر ، و يسأله الهداية و السداد؛ ليواجه به المجهول الذي هو مقبل عليه، حتى و إن كنا نخطط و نرتب و نستعد، إلا أن جميع خطواتنا القادمة مجهولة المصير و نتائجها و إن كانت متوقعة؛ إلا أنها غير مضمونة.
لنحمل في أفئدتنا مشاعلنا، مشاعل الإيمان و الثقة، و لندحر نصيب الشيطان منها، فله "و العياذ بالله منه" حظ منا جميعًا، فكل الخصال و الأفعال مخلوقة، حتى الظلم؛ خلقه الله ، و لكنه حرّمه على نفسه و جعله بيننا محرمًا، فعواقبه حتميّة لا محالة و وخيمه. 
في ختام مقالي كما استهليته (إنه يمهل ولايهمل)؛ فهي عبارة تختصر وصف تدبير الله سبحانه و تعالى حينما يأخذ حقوق عباده من بعضهم، فليس منا من يرضى الله عليه ، أو منه الظلم، نحن في هذه الدنيا مصيرنا للفناء ، و لن يبقى منا فيها إلا طيب الأثر و حسن المعشر، عيشوا بسلام و انشروا السلام، علينا و عليكم من الله السلام.