|

شُلة المُدير ..!

الكاتب : الحدث 2024-12-24 06:26:58

بقلم ـ عبدالله ال غصنه
---------------------- 


أبلغ وصف عن واقع الشلل في العمل هو ماقاله الدكتور غازي القصيبي رحمه الله : (لا شيء يقتل الكفاءة الإدارية مثل تحول أصحاب "الشلّة" إلى زملاء عمل ) .. كتبت سابقًا مقالات عن القيادات الإدارية التي تعيش في أبراج عاجيه عن منسوبيها؛ تعاليًا عليهم، وكذلك كتبت عن بعض القياديين الذين في مناصب لا يستحقونها وتنقذهم عبارة (لإكمال اللازم)؛ وهي توجيه لمن يليهم لاكمال العمل وتنفيذه ثم إعادته لرفعه بإسمهم ..
(شلة المدير) : هي مجموعة من الموظفين مقربين من مدير العمل تحيط به، وهم أشخاص عادة مايميل المدير  إلى الإعتماد عليهم أو التقرب منهم، وهم في الغالب أصدقاء الإستراحة والبلوت خارج العمل .. في بعض الأحيان يكون لهذه "الشلة" عوامل إيجابية من أجل مصلحة العمل، وهذا شيءٌ محمود، ولكن مانتحدث عنه هي "الشلة" الأخرى التي يكون عملها لمصالحها فقط بالتقرب من المدير والحصول على الامتيازات، من حوافز، و دورات تدريبة، وتقييم آداء سنوي بشكلٍ مميز عن غيرهم بفعل الروابط والمحسوبيه بينهم .. هذا النوع من العمل بهذه العقلية لاتخدم بيئة العمل، ولاتخدم الأهداف المرجوه ، بل تحقق المصالح الشخصية من خلال إستثناء الآخرين أو التحيز، مما يتسبب في مشاكل مثل الإحباط، والتفرقة ، و انخفاض الروح المعنوية بين الموظفين ..
من أشكال تحيز المديرين "للشلة"، تفضيل مجموعة محددة في توزيع المهام السهلة أو المهمة لموظفين معينين ، وترك الأعمال الصعبة أو الأقل قيمة للآخرين، وعدم المساواة في تقييم آداء بعض الموظفين بشكل إيجابي دائمًا بغض النظر عن آدائهم الفعلي، بينما يتم تجاهل أو انتقاد الآخرين دون مبرر .. من ذلك أيضًا إعطاء الأولوية والإستماع لأفكار ومقترحات مجموعة معينة، وتجاهل أفكار الآخرين حتى لو كانت أفضل .. ومن أكثر الأشياء انتقادًا هو المحاباة في الترقيات، حيث تتم ترقية أو مكافأة موظفين معينين بناءً على العلاقات الشخصية؛ بدلًا من الكفاءة أو الإنجاز، و مما ينتقد أيضًا إتخاذ قرارات تؤثر بشكل سلبي على مجموعة من الموظفين لصالح مجموعة أخرى، دون مراعاة العدالة أو الشفافية، و الموافقة على الإجازات أو منح الامتيازات لموظفين معينين ورفضها أو تقليلها للآخرين .. كتبت هذا المقال تجاوبا مع بعض ماسمعته من عدد من الموظفين وهنا نذكر بقوله تعالى : (وإذا حكمتوا بين الناس أن تحكموا بالعدل) .. 
هذا أمر من الله أن يحكموا بالعدل فيما لهم وفيما عليهم، والعدل هو إيصال الحق إلى أهله، وليس له أن يجير لقريب أو صديق ..
(ختامًا) : أقول لكل قياديّ و مدير  إذا كان العدل في القلب كان العدل في العمل .