|

"سيكولوجية الجود" في المجتمع

الكاتب : الحدث 2024-11-18 04:24:45

 

بقلم : حافظة الجوف .. 

قال تعالي "وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ".
يقال أنَّ المال لا يصنع السعادة إلّا إذا أنفقته وجادت به يدك أيضًا على الآخرين، فالعطاء لنفسك لا يزرع فيك الفرحة كالتي تمنحها لغيرك ؛ لأنّ تغيير حياة الآخرين يجعلك تشعر أكثر بالراحة النفسية، حقيقةٌ أثبتتها العديد من الدراسات النفسية حول العطاء ، ومدى تأثيره على حياة الناس وما يحدثه من تفاعلات نفسية، خلصت إلى أن الأشخاص الذين ينفقون جزء من أموالهم على الآخرين مهما كان حجم رواتبهم يتمتعون براحة نفسية عالية ، وأطلقوا عليها "مصطلح السعادة" مقارنةً مع غيرهم ممّن ينفقون أموالهم على أنفسهم فقط.
 الجود أو العطاء يؤدي إلى الحب، ونقيس على ذلك عطاء الأمومة ، والصداقة وغيرها حتى أنَّ العطاء يوصف كعلاج نفسي يعزز الصحة النفسية والجسدية للمتقدمين في السن كأن تجود بكلمة طيبة، أو  تجود بإنفاق المال والطعام واللباس، المساندة بكل أنواعها كلها تسهم في تخفيف الضغوط التي نمرُّ بها والقلق والغضب ، وتشجع على الدافعية للإنجاز ، وتوفر الشعور الإيجابي، كما أنها تجنب من الوقوع في الأمراض ، وتسهم في عملية الشفاء، ولك أن تتصور ما تفعله الهدايا في الناس ، وما تولده من فرحة تعود على كلا الطرفين المعطي والمتلقي بخير وفير، لك أن تتصور ما يفعله غلاف هدية ، علبة مجهول ما في داخلها، وردة خلف الظهر مخفية، بل ما تحمله عبارة "جئتك بهديّة" من فرح. مجالات البذل والعطاء وأبوابه مشرَّعة لينهل منها مَنْ أراد سواء كانت مادية ، أو معنوية كلٌ حسب مقدرته وتخصصه وخبراته عبر الجمعيات، والمؤسسات الخيرية ، وغيرها من الأنشطة الإجتماعية والثقافية. العطاء ليس شرطًا بأن يكون كثيرًا ، فكلٌ على حسب مقدرته، فمَن لايملك الكثير حريٌّ به أن يتدرب ، ويربي أبنائه على إعطاء القليل حتى وإن كانت كلمة طيبة وابتسامة ، فمن خلال تجربتي في المجال التطوعي وأنشطتي المتنوعة، وحتى من خلال قراءاتي في هذا المجال ومعرفتي بالشخصيات المميزة التي لها بصمة ، تعلَّمتُ أن الجود والسخاء من أروع القيم التي ليس لها بديل، ومن وجهة نظري الشخصية فإن جمال العطاء يكمن بشموليته في مختلف مناحي الحياة ؛ لأن هناك أنواعًا عديدة للعطاء ، ومجالات مختلفة، منهم مَن يعطي لفطرته وحبه للعطاء، ومنهم مَن يعطي من أجل مصلحة أو فائدة ترد له، سواء مادية أو معنوية، وتبقى ثقافة العطاء مهمة لما يقدمه الشخص لأمته، ولأن الأمة المثقفة لا تموت.