|

كيف تهدم حضارة أمة ؟

الكاتب : الحدث 2024-10-27 02:11:38

بقلم ـ فاطمة محمد مبارك 

لكل أمة من أمم الأرض حضارتها ، وثقافاتها ، وإنجازاتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تنفرد بها عن غيرها ، وتتشكل هوية الأمم بما تملكه من قدوات يقتدى بها ؛ ولذلك نجد عبر التاريخ اهتمام الحضارات بهذا الجانب، إذ تكافح المجتمعات لإبراز ما يميزها من شخصيات مؤثرة، فعلى سبيل المثال ما إن تذكر الحضارة اليونانية إلا ويتبادر للذهن عصر الفلاسفة مثل أفلاطون ، وأرسطو ، وسقراط، والحال ذاتها عندما نذكر عصور ما قبل الإسلام حيث يبرز الشعراء كالمتنبي ، و إمرؤ القيس ، وعمرو بن كلثوم وغيرهم، وفي عهود الإسلام يبرز العلماء والمجددون في الفكر الإسلامي، وهكذا الحال على مر العصور.‬

‫ولاشك أن مثلث المجتمع الثابت : الأسرة ، التعليم ، القدوة .
ولكن ماذا لو اختفى دور الوالدين " الوعي" ، و هُمش دور المعلم الفاضل ، و أُسقطت القدوة والمرجعيات ، ‏( فمن يربي الأجيال على المبادئ والقيم )؟
‫وأقصد هنا تحديدًا ماتم تداوله على وسائل التقنية الحديثة ، ووسائل التواصل الاجتماعي من محاولات للانتقاص من  ‬صورة المعلّم ، واختلقت القصص ، واخترعت الأحداث ؛ إمعانًا في محاربة الدين والتعليم والوطن.

‫علينا  أن نعي أن من يقوم بهذا الفعل لديه أجندة محددة للوصول إلى هدم القيم المجتمعية ، وتقويض بناء الأسرة .‬
 نعم .. نحن في حرب فكرية كبرى مع أعداء ظاهرين ومستترين؛ لذا علينا أن لا ننساق خلف كل من نشر خبر ، حتى ولو كان بالصوت والصورة ، ولنتذكر المقولة الشهيرة والمتداولة  على نطاق واسع تقول: "إذا أردت أن تهدم حضارة أمة، فهناك وسائل ثلاث: اهدم الأسرة، اهدم التعليم، أسقط القدوات، والمرجعيات .

‫وأخيرًا.. المسؤولية هنا تلزمنا بأن نقف في وجه من يحاول تشويه ، و إسقاط القدوات .
وإن وعيك العميق في قراءة الأحداث ، وتحليلك الدقيق لمحاولة فهم ما وراء الكلمات، سد منيع في وجه الأفكار الشاذة و المنحرفة، ويبقى المعلمون و المعلمات رمز للعلم والمعرفة ، فلهم منا كل الشكر والتقدير .