|

الحُرّيات الواهية الكاذبة ..‼️

الكاتب : الحدث 2024-10-18 03:19:08

د / سلمان الغريبي
----------------------


نحن في زمن أُستغلت فيه الحُرّيات بصورٍ خاطئة ، والدولة حذّرت ونبّهت وكانت لمثل هؤلاء بالمرصاد إما بالسجن ، أو الغرامات ، أو بكليهما معًا ، وللأسف عند بعض هؤلاء اختلطت الأمور وتشعبت وتعقدت ..! وأصبحنا في زمن تفرّقت فيه العوائل وتناثرت بسببٍ وبدون سبب وبحجج واهية مثل : ( أنا حُر ) .. زمن ٌطغت فيه المادة والتكنولوجيا بالحُرّيات الواهية الكاذبة على المجتمعات ، واستحكمت بحجة التقدم والتطور .. زمنٌ تاه فيه الناس وتفرقوا ، وضعف الوازع الديني بينهم ، وكما قال أهل البادية قديمًا : لم نَعُد نعرف السارح منهم من الضاوي .. أمور غريبة تحدث من بعض هؤلاء لم نكن نعهدها ، وتصرفات صبيانية غبية من بعض الكبار كالآباء ، والأمهات ، والقدوة في قمة السخافة وقلة الحياء على قنوات التواصل الاجتماعي في بث مباشر ، أو فيديوهات مصورة غبية مكشوفة تدل على الانحطاط ، والغباء ، وسوء الأخلاق ..!!
فلنحافظ أحبتي على أهلنا وأبنائنا وبناتنا ومجتمعاتنا قدر المستطاع بالحكمة والقدوة الحسنة ، والتمسك بتعاليم الإسلام والمبادئ والقيم والأخلاق الحميدة التي تربينا عليها .. و‏لا نؤاخذ الناس في كل صغيرة وكبيرة ، ولا نخوض نقاشات غير مُجدية جرّاء كثير من الحريات الخاطئة التي سوف تؤدي للخلافات والتناحر والتباعد بين الأسر .. كهذا لماذا لم يحضر عندنا ؟ وذاك لماذا لم يسلّم علينا ؟ والآخر لماذا لم يهاتفني ومر من أمامي ولم يُعيرني أي اهتمام ؟ ياترى مَنْ يظن نفسه ..؟!! أسئلة كثيرة ومتعددة الجوانب مختلفة الأشكال يُحيكها لنا الشيطان بدواعي الحرّيات -والعياذ بالله - ، ويقع في شراكها الإنسان غير المتزن ، وتقودنا للخراب والتباعد والصراعات فيما بيننا .. ولكن : اعلم أخي الإنسان الحكيم الراشد المتزن أنّ لكل واحدٍ منا ظروفه وخصوصًا في هذا الزمان ، و مَنْ رأيته يومًا من الأيام يُقصّر في واجباته الاجتماعية معك ولا يتواصل ، فتأكد أنه ستمر عليك أحيانًا نفس ظروفه ، وتجعلك تلقائيًا مقصرًا كذلك .. فالتمسوا الأعذار بينكم ، واجعلوا باب الود والحب دائماً مفتوحًا على مصرعيه ، مُضاءً بذكر الله والصلاة والسلام على رسول .. 
الخُلاصة والمقصد من كل هذا : 
احرص على تربية أبناءك وبناتك ، ولا تجعل للحرّيات المُفرطة مكانًا بينكم ، وتابعهم في كل صغيرة وكبيرة ، وادعُ لهم في صلاتك بالهداية والتوفيق والصلاح والسلامة وراحة البال ، واترك الناس وشأنهم وأحسن الظن بهم ، وأرح عقلك من التفكير و تتبع تقصير الآخرين ، عوِّد نفسك على أن تُسامح لتسمو ويعلو شأنك ، وترتقي لسلم الفوز و النجاح والسكينة .. والله الهادي إلى سواء السبيل .. يحفظنا ويحفظ مجتمعنا وأبنائنا وبناتنا من كُل شرٍ وسوءٍ ومكروه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .