|

الزمن بين الانسياب والانكماش 

الكاتب : الحدث 2021-07-07 11:56:35

 

لا أعلم حجم الأسئلة التي ترتاد المرء حين يسقط في ذاته ، ولكنها تتسابق كل سؤال يريد أن يظفر بإجابة حتى لو كانت مؤقتة ، إلا سؤال الزمن يبقى عالقًا بحكم عمقه وعدم معرفة ماهيته وعندما يأتي مصطلح عدم المعرفة يذكرنا ذلك بالعدم حيث أنه جزء لا يتجزأ من حيثيات الزمن ، فلا حقيقة ثابتة له في حال الوجود وفي حال العدم ، عندما يصير الزمن وجودًا تنساب اللحظة منه لتتكاثف وتعالج انحسار المعنى وعندما يصير الزمن عدمًا تنكمش اللحظة وتأخذ بثأر الوقت وبين هذا وذاك هناك منطقة رمادية تسمى اللاشيء تتسم بالرتابة وثبات الشتات وأعتقد أنه لو وُجد تفسير للزمن لما استطعنا أن نعيش فيه لذلك هو أقرب للاستكشاف منه للفهم ، وإنها لمهمة شاقة  في وقتٍ تتعفن فيه المبادئ وتُهدر القيم ليصبح  الإنسان آلة استهلاكية تركض نحو المجهول ..
وبين الواقع والمأمول يقف المرء بين الفينة والأخرى كالغريق الذي يستمتع بالغرق ولا يرغب أن يتحرك نحو طوق النجاة ؛ لأن النجاة في حد ذاتها تصبح لحظة النهاية وهو الذي لا يرغب في أن ينتهي ما يشعر به حيال تلك الأشياء التي وفرت له العوم اللامتناهي في اللحظة
مستشعرًا ما يمنحه ذاك الغرق من النسيان والتوق في آن واحد ، نسيان مالا يرغب بتذكره وتذكر ما يتوق لمعرفته ، إن تلك الأشياء التي تجعل المرء بهذه الكثافة الشعورية لا يمكن أن تكون في طور الاعتيادية ولا يجرؤ أي وعي على تصنيفها أو مقاومتها مهما بلغت قوته 
حيث انهمارها لا يأتي طواعية بل أنه ربما نوع من الاكراه المستلذ الذي يسرق المرء منه وإليه حيث يتسيد ذاته 
ليوثق سقوطها ويسقط في غرقها ليكون التجديف فيها 
استكشاف لآلة الزمن بينما يقف المنطق يحمل روزنامة من المفاهيم والتعقيدات التي ينظر بها فتساهم في تجفيف منبع ذاك الغرق وبالتالي تقصير الرحلة وتقييدها باستعمال العقل تلك الآلة الحادة التي تعمل على تجزأة الشعور بكل دقة وتجريده من شموليته ومحاصرته بالعديد من الأسئلة التي تجعله ينحاز لحقيقة المنطق ، والتي تجرده من الذاتية ليصبح حقيقة محضة وبذلك مهما كانت المعاني على خط استواء مع الزمن فحتمًا سيختلف الجواب في تجلياته بين التدفق الذي
 لا يخلو من المرتكزات وبين الاختلاج الذي هو جزأ 
لا يتجزأ من الاعتلالات ..!

رهام مدخلي