|

العظماء يبقى ذكرهم الطيب ..

الكاتب : الحدث 2024-09-22 09:17:11

بقلم ـ حسن الصعيبي 

عندما ننظر إلى أعمال العظماء من الأجداد ، ونتأمل مواقفهم الجميلة والتي تُسَجَّل في سجلات الشهامة والفخر والاعتزاز ، نجد عبرة في كل ما نسمع ونقرأ من تاريخهم العظيم ونفوسهم الجميلة .
وإن تاريخنا مليء بعظماء خلَّدهم التاريخ بمواقفهم التي يعجز عن وصفها مداد الأقلام ، وعشرات المقالات ، وأكبر الكُتَّاب ، و إليكم هذه القصة التي نقلها لنا أ :عبدالله العدواني قائلاً : 
قبل عشرات السنين ، وفي زيارة أحد ملوكنا الكرام -رحمه الله- لمنطقة عسير ، كان هناك كالمعتاد وفود من تأتي جميع القبائل لاستقباله في ساحة (البحار) بأبها ، وهم  مدججين بأسلحتهم النارية ؛ فرحاً بالزيارة الملكية الكريمة .. ، هذا وكان قد خُصص لكل قبيلة وقت للدخول لمقر الاحتفال ، وأثناء التجمع قبل وصول الموكب ، والناس مستعدين ومتزينين بلباسهم التقليدي ، حاملين السلاح بأيديهم مع محزم الرصاص حول خصورهم ، وفي تلك الأثناء عند المسيرة حصل خروج لطلقة مسدس بالخطأ من قبل شخص من الخلف ، وأصابت قدم رجل من نفس قبيلته ، وكانت الإصابة في قدمه ، و يبدو أن مطلقها كان يفلك سلاحه ، ومن حرص المصاب على استتباب الوضع وعدم إثارة الجلبة ، وفتح باب للشر كتم الأمر في نفسه ، وضمد جرحه وأخفاه ، وكأنه لم يُصب ، ومرَّت أيام الاحتفال والاستقبال في هدوء وأمن ، وبعد الاحتفال كشف الرجل عن الواقعة،  وقال : أنا مسامحه لوجه الله لأنها بالخطأ ، ولو إني ما أدري والله من هو ولا أبغى أدري !!
‏-وبعدها بأيام أتى رجل من جماعته، وقال له أعطني ناقة من إبلك الثنتين وبعلمك من اللي أصابك ؟؟
‏فقال له : إلا أنت بعطيك  إبلي الثنتين كلها لك ، وخلِّ علمك في بطنك ما أبغاك تعلِّمني ، علم قد يفتح باب شر بيني وبين ربعي والموضوع دفنته في وقته كيف أحييه الحين الله يهدينا وإياك .. 

هكذا هم الرجال الذين يجمعون الشمل ولا يفرقونه ، ويحرصون على وحدة الصف حتى لو على حساب أنفسهم.. 
يقول لي ناقل القصة : رحم الله المصاب رحل عن دنيانا قبل 30 عام تقريبًا ، وهو لا يعرف غريمه ، ولا يريد أن يعرف رغم محاولات عيدان الغروب إخباره ، وفي كل فترة يعرضون عليه وهو يقوم بطردهم )..
نجني من هذه القصة فوائد عظيمة لا تخفى على كل قارئ لها ، وبالفعل كان هناك رجال عظماء رحمهم الله ، وأسكنهم فسيح جناته ، وليكونوا لنا قدوةً ، ونحذو حذوهم في شؤون حياتنا وتعاملاتنا ..