|

"العزوف عن الزواج -خطر محدق بمستقبل الأوطان "

الكاتب : الحدث 2024-07-24 09:02:35

 

بقلم :فاطمة محمد مبارك 


(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)الزواج سنة من سنن الله تعالى فى الكون وفطرة إنسانية،  يهدف إلى تحقيق السكن والمودة والرحمة ،وإنشاء أسرة مسلمة.

لكن في العقود الأخيرة، لوحظ ارتفاع ملحوظ في نسب العزوف عن الزواج في العديد من الدول حول العالم ،هذه الظاهرة المتنامية التي كانت في السابق محصورة في بعض المجتمعات المتقدمة، باتت تتسع لتشمل دولاً نامية أيضًا ،وأصبحت ظاهرة واضحة ومتزايدة في العالم العربي .

هذا العزوف الإرادي عن الزواج لدى الذكور بالمجتمع مقابل تردد وحذر الإناث، قضية اجتماعية مشاهدة ومحسوسة، بل باتت مصدر قلق متزايد تستدعي التأمل في أسبابها لاستنباط حلولها.

وكما نعلم العزوف عن الزواج له آثار نفسية واجتماعية واضحة وخطيرة على الفرد والمجتمع على حد سواء، 
وفي ظل ذلك لابد من الدراسة والبحث حتى تتضح الرؤية حول هذه التداعيات على المدى الطويل وأثرها على مستقبل الأوطان ،فالعزوف عن الزواج يؤدي حتماً إلى انخفاض معدلات الإنجاب والمواليد، مما يؤثر سلبًا على التركيبة السكانية للدول ، يتسبب في شيخوخة السكان وارتفاع نسبة المتقاعدين  مقارنة بالعاملين ،هذا الواقع يشكل تحديًا كبيرًا أمام الخدمات الصحية وكذلك تكاليف الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي للمسنين ترتفع نتيجة لشيخوخة المجتمع ،ويضع ضغطًا هائلاً على الموارد المالية للدول.

وفى ذات السياق  انخفاض معدلات المواليد يؤثر على حجم القوى العاملة المتاحة، مما قد يؤدي إلى نقص في الأيدي العاملة اللازمة لتحقيق النمو الاقتصادي ،تراجع حجم الأسر والأطفال يقلل من الطلب على السلع والخدمات، مما يؤثر سلباً على الأنشطةالاقتصادية.

يصادفني كثير من الشباب والبنات تجاوزوا الثلاثين والاربعين رغم مايمتلكون من ( أدب وجمال وعلم ومال وحسب ونسب )عازفين عن الزواج والسؤال هنا كيف نتكاتف على تسليط الضوء على هذه القضية المهمة؟

صحيح أن اتجاهات الشباب نحو الزواج والأسرة في ظل مستجدات العصر قد اختلفت وأن تكاليف الزواج وغلاء المهور وغيرها الكثير مما يوجه له أصابع الإتهام كثيرة ،ولكن يجب أن لا نقف مكتوفي الايدي ،فلا بد من تكاتف الجهود وتقديم الحلول لمواجهة هذه الظاهرة.

1-التوعية والإرشاد الديني من خلال خطب الجمعة والمحاضرات الإرشادية ،والتوعوية، فى القنوات الفضائية والإذاعة وغيرها ،للحث على الزواج المبكر والترغيب فيه واتباع  السنن فى ‏عرض الرجل بناته على من يراه مناسب من الرجال في ‏محيطه.

2-تبني سياسات وبرامج فعالة لتشجيع الزواج والإنجاب، بما يحفظ التركيبة السكانية السليمة وتحقيق التنمية المستدامة .

3-تفعيل دور الإعلام بوسيلته المختلفة المقروءة
والمسموعة والمرئية في بث الرسائل التوعية واستضافة المختصين فى المجال الديني والاجتماعي والأسري والنفسي و بحث الأسباب وطرح الحلول تشجيع الشباب على الزواج المبكر وتعزيز الصورة الإيجابية للزواج. 

4-تنفيذ برامج تأهيلية وتوعوية وتثقيفية للشباب تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الزواج وفوائده وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة للحياة الزوجية.

5 دور الأسر  دور أساسي  من الاباء والامهات ،في تقديم الدعم المالي ،وتيسير الزواج وخفض المهور بل تقنينها لقول ﷺ (إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مَؤُونَةً) وتكاليف الزواج، وتوفير سكن مناسب وكذلك تقنين مراسم الزواج العادات والتقاليد الحفلات والهدايا والشبكة والمؤخر إلخ…
وكذلك التوجه إلى إقامة الحفلات العائلية أو الجماعية .

7- إيجاد موقع رسمي تابع للخدمة الاجتماعية يعمل فيه مستشاريين أسريين و خطابات وخطابين بصفة رسمية للتوفيق بين الشباب والبنات .

وختاماً.. لنتذكر أن هذه الافكار كنواة لحلول هذه القضية وأنه لا يوجد طريقة واحدة تناسب الجميع ،المهم هو استمرارية  البحث عن الحلول ،وتبني السياسات والبرامج الفعالة ،لتشجيع الزواج والإنجاب، بما يحفظ التركيبة السكانية السليمة وتحقيق التنمية المستدامة.