|

" لن " الأنيقة ..

الكاتب : الحدث 2024-07-23 11:11:19

بقلم ✍️ نهاد فاروق قدسي ..

كنت أتصفَّح بعض الأقصوصات التي تحوي بين سطورها الكثير من القواعد الحياتية ، و الدروس الذهبية بما تمنحها من وصفات سحرية لنعيش حياة أجمل .. بفهمٍ أعمق .. و سعادة أكثر .. و من تلك القواعد التي استوقفتني ، و راقت لي حقيقةً هي قاعدة " five by five " و التي تنص على : إذا كان الموقف لن يؤثر على حياتك خلال الخمس السنوات القادمة؛ فإنه لا يستحق منك أكثر من خمس دقائق حُزن .. و نحن في هذا العالم المخيف بمتطلباته، و رتمه السريع الذي يتغير فيه كل شيء في لمح البصر حيث أصبح كل ما حولنا يعدو عدوًا .. لا هدوء ولا سكون ولا ركون .. و من بين زحمة الحياة نجد أنفسنا أمام طرقٍ وعِرة و أخرى مُمهَّدة ميسَّرة .. يصادفنا الكثير من البشر منهم الرائعون حدَّ الذهول، و منهم المتناقضون حدَّ التعجب، و منهم مَنْ يكون عند حسن الظن، و منهم مَنْ يخيب فيهم الظن .. هذه هي الحياة لا تستقيم على حال، و لا تصفو دومًا لأحد ، و لن تقف أبدًا لأجل أحد " فذلك محال "، فهل نحن سنفعل ؟! من المؤكد لا .. لن نفعل .. لن نجعل سعادتنا مرهونة بالمواقف و الأشخاص؛ فالجميع متغيرون، بل و راحلون .. لِنكن لِـ أنفسنا لا لِغيرها .. قد يكون موقفٌ واحد يرينا وجه الحقيقة، و يغنينا عن آلاف الكلمات و التبريرات؛ و هنا تكمن أهمية المواقف الحياتية "المحك الحقيقي" الذي يرفع أناس و يهوي بآخرين .. و كما قيل: غنائم المرء تجاربه و لو أورثتهُ أحزانًا و هزائِمًا .. حياتنا أقصر من أن نُهدِرها مع أشخاص لا يمنحونا النور .. فَـ لِنسرع لإغلاق النافذة التي تؤذينا مهما كان المنظر آسرًا أخَّاذًا .. وَ لِنتبع "فلسفة الماء في الحياة" حيث إذا ما اعترض سبيله عائقٌ سرعان مايغيِّر مجراه نحو سبيل آخر بكل تفهُّمٍ و هدوء .. فالشيء الوحيد الذي يستمر معنا طوال حياتنا هي "أنفسنا" ، فلا نُحمِّلها ما لا تطيق { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } ؛ لذا لن نَحْمِل الدنيا بهمومها و عبوسها على رؤوسنا ، بل سندع الأحداث تجري على الأرض كيفما تجري .. لن ندعها تجد طريقًا إلى قلوبنا و أرواحنا لِتحزنها ، و تهوي بها في غياهب الأسى و تكسرها .. لن نضخِّم الأمور و الأحداث ، لن نعطي البعض أحجامًا أكبر منهم  و لو مقدار ذرَّة .. و لن نلهث خلف الأشياء ، بل سنهجرها هجرًا جميلاً ، و نستغني عنها استغناءً أنيقًا  لطيفًا ليس استغناء جفاءٍ و عِداء، بل استغناء عدم اكتراثٍ  و لا مبالاة .. لن نجيد مهارة التشبُّث و الرجاء و الاستجداء .. لن نسعى لتصحيح ظن أحدٍ بنا .. فالظن السيء كالمكر السيء لا يلحق الضرر إلا بأهله .. لن نُقحِم أنفسنا في علاقات تفقِدُنا طمأنينتنا .. لن نكون طرفًا في حوار يستهلك قوانا ، و يستنفذ طاقاتنا .. لن نسير في طرقٍ تسرق مِنَّا أعمارنا ، و تسلبنا هدوءنا و راحة بالنا .. لن تضيق صدورنا ذرعًا -بعد اليوم- سوى لهمومنا .. لن نمنح أوقاتنا لِمَنْ لا يستحقنا .. سنوظِّف مشاعرنا في أماكن جميلة لا تليق إلا بنا .. فالحياة متقلِّبة .. و الأحوال متبدِّلة .. و الموازين مختلَّة .. لا ضمان لأي شي في هذه الدنيا .. إمَّا علاقات صحيَّة و إلاَّ فالباب ينتظرها .. سنحرص على راحتنا و سعادتنا ، و نعتني جيدًا بأنفسنا و صحتنا .. بل سنختار في كل مرَّة أنفسنا ؛ فتلك هي أولويتنا و غايتنا .. سنستشعر نِعَم الله علينا ، و نعرف قدرها ، و نشكر الله عليها ؛ فالنعم تدوم بالحمد و الشكر .. الحمدلله دائمًا و أبدًا .. سرًا و جهرًا .. أولاً و آخرًا .. الحمدلله حتى يبلغ الحمد مُنتهاه ..