|

اترك للناس حياتهم

الكاتب : الحدث 2024-07-19 11:26:43

بقلم عبدالله آل غصنة 

مَنْ أنا و مَنْ أنت؟
مَنْ الأفضل بيننا؟
سؤال قد يسأله لنفسه كل منَّا ، وبدون شك كلنا نظن أننا الأفضل و الأكثر إيجابية و أصحاب الفكرة والتصرف السليم .

قد أكون أثناء قيادتي للسيارة في الطريق ، وأرى هناك من يتجاوزني ويتجاوز غيري ، فنصوِّب سهام النقد والشتم له ، وفي المقابل هناك مَنْ قد يكون يقود سيارته أمامنا في نفس الطريق بسرعة بطيئة ، و هذا أيضًا قد لايعجب البعض منَّا هذا التصرف ؛ بحكم أنه يعيق مَنْ خلفه بهذه القيادة البطيئة.

نعم مَنْ أنا و مَنْ أنت ؟
و الحقيقة هي أن كل منَّا يرى بأنه الأفضل ، وأنه النموذج المثالي ، وصاحب الرأي والحكم السديد ، وهذا هو الاختلاف الفطري بيننا كبشر ، تناقض الأفكار .

هناك البعض مَنْ يراقبون الناس في تصرفاتهم ، وينتقدون سلوكهم ، ويدققون في أفعالهم ، حتى في نواياهم وبشكل وكأن لا شغل لهم إلا هذه المراقبة ، فينتهي بهم العمر وهم لم يعيشوا حياتهم ، بل ينتهي بهم العمر وهم يراقبون حياة غيرهم .

وختامًا ‏لتعش هادئًا وسعيدًا اِلتفت لنفسك و إلى مايهمك ، و اترك الناس يفكرون كما يشاؤون ، فلهم ظنونهم وأفكارهم ، ولك وحدك حياتك ، فلا تجعل الاهتمام بنقد غيرك هو أسلوبك وهدف حياتك ، ولا تتسول عواطف الغير منهم ؛ فأنت غني بكرامتك ، و ملك بنفسك ؛ لهذا عش حياتك كيفما تريد ، و اترك لهم ما يريدون .

مَنْ راقب الناس مات همًا ، و مَنْ نظر في عيب نفسه انشغل عن عيب غيره ، أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس.