|

"رفقًا بهم فهم في زمن غير زمانهم "

الكاتب : الحدث 2024-07-11 07:25:11

 

بقلم ✍🏻 حافظة الجوف 

قيل أن التقدم في العمر إلزامي، أما التقدم في المستوى الفكري فهو اختياري؛ لذلك يُعد التعامل مع الكبار داخل المنزل من الأمور الصعبة جدًا ، وفي بعض الأحيان تتطلب من البعض الوعي الكبير ، ومعرفة الكثير عن هذه المرحلة العمرية لوالدينا ، فالمسن يحتاج إلى معاملة من نوع خاص حتى لا يشعر بأنه عبء أو عالة على أسرته ؛ لذلك يستوجب علينا أن نعد العدة ، ونحشد الأفكار ، ونعمل على التهيئة النفسية ، ونوفر الجهد والوقت بقدر الاستطاعة لنتمكن من رعاية هذا المسن ، وإعطائه كامل حقه من الرعاية والاهتمام ، والمحافظة على حالته النفسية ، وتقديم الرعاية على أكمل وجه ، ومن الأولويات في التهيئة النفسية للأسرة هي محاولة توقع مايطلبه المسن ، والمبادرة في تقديمه له ، وعرضه عليه قبل طلبه ؛ لكي نرفع ونخفف عنه الحرج من السؤال والطلب . فكبار السن -وكما هو معروف- يصابون بحساسية المشاعر ؛ فلابد أن نحرص على مصافحة الكبار باستمرار ، وأن نبين لهم الكثير من الحب والاهتمام والود لنشعرهم بأهميتهم ومكانتهم إلى أن يصلوا إلى مرحلة السعادة والرضا عن وضعهم ، ولا نغفل عن التواصل معهم بعيون فرحة وراضية وابتسامة دائمة ، ولا نظهر لهم الضيق ، أو نشعرهم أنهم السبب في أي خلل يصيب حياتنا ،نحاول جاهدين التركيز و المحافظة على مايحبون من ألقاب عند التعامل معهم داخل المنزل، فالكثير من كبار السن يحتفظون في ذاكرتهم بألقاب يفضلون مناداتهم بها ، ولابد من مراعاة ذلك احترامًا وتقديرًا لهم ، وعند التعامل مع المسن داخل المنزل أو خارجه لابد من التحدث معه بطريقة سليمة وسلسة ، والابتعاد عن العبارات الصعبة والكلمات الأجنبية ، ولانجعلهم دومًا في اختبار مع ذاكرتهم ، فلنتحدث معهم بصوت واضح مسموع وكلمات مفهومة ، وعدم المبالغة في استخدام مفردات صعبة لم تكن في زمانهم أو مفردات حديثة حتى لا ينعزل ويصاب بالكآبة من عدم لباقة الحديث معه ، ولابد أن نعرض مساعدتنا للمسن بشكل دائم ومستمر في الكثير من الأمور الشخصية مثل استخدام المرحاض ، الاستحمام ، الأكل والشرب ، ارتداء الملابس ، أو تغيير الفراش ، أظهروا لهم اهتمامكم الشديد بهم ،وهناك نقطة مهمة وهي طلب المشورة منهم بشكل مستمر حتى لايشعرون بانتهاء دورهم في الحياة، وكذلك التحدث معهم عن حياتهم السابقة ، وما قاموا به من أعمال وكفاح في فترة شبابهم ، أشعروهم بمكانتهم ، وأن دورهم لم ينتهِ ، وإنما نحن من استفاد من تجاربهم وتحدياتهم، أشعروهم أن لهم مكانة كبيرة ، ولهم مكان في حضور المناسبات الاجتماعية كي لا يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم . هناك الكثير من النصائح في رعاية المسن لا يسعها مقال .. 

فختامًا : "رفقًا بهم فهم في زمن غير زمانهم"