|

غفلة الأحلام تطوي بهجة الأيام

الكاتب : الحدث 2024-07-03 05:56:51

جبران شراحيلي 


بالأمس كنا ننتظر قدوم شهر   رمضان المبارك وماهي إلا لحظات حتى رحل كضيف حل لساعات  وغادر انتظرنا بعده أيام عشر ذي الحِجّة فأقبلت مسرعة  وولت كما أقبلت ٠٠

رحلت الأيام الفاضلة ورحلت معها بعض الوجوه التي ألفناها وقضينا معها لحظات الصفا ولحظات المودة والبهجة والهناء ٠٠

رحل عام وأعوام ولازلنا نحلم بالغد المشرق ولم نستيقظ من الغفلة التي أفلت بغروب العام والأعوام المنصرمه قبله .
شقاء النفس وحبها لزهرة الحياة جعلها تصر على الاستمرار بمركبها الذي ركبته وسارت به للأمام تجوب جميع الاتجاهات الاصلية والفرعية حسب خريطة هواها وعدم الإلتفات للوراء حتى وصلت إلى دوامة عائمة بين الأمواج البشرية الهائجة فلم تعد تعرف 
أي إتجاه تسير نحوه كي تنجوا بمركبها .

عام مضى وساعات تفصلنا على قدوم عام آخر تحلم فيه النفس بشوق اللقاء لشهر رمضان المبارك القادم  وعيد أضحى جديد وببريق الأحلام لطموحات 
خيال أوسع .

عام مضى غَفلت فيه النفس كثيراً  رحلت بعيداً محلقةً في فضاء كبير حالمة ً بمستقبل أكثر إشراقاً 
 فإذا هي بعالم يعمه زخم الحروب والشتات والفُرقة .

عام آخر قادم فهل سيكون بنفس زخم العام الذي سبقه أو أن هناك زخم ٌ آخر أكثر شتات وأكثر حرابة ؟ 
متغيرات الحياة سُنُة الله في خلقه سائرة والنفس البشرية لايسعها الخروج عن هذه السُّنة 
 وإن حاولت جاهدة التشبث بالآمال .